عودة جوفرا آرتشر رهان محفوف بالمخاطر لإنجلترا أمام زحف الهند… لكنه رهان لا مفر منه

في ظل الأداء المهتز لإنجلترا في اختبار إدجباستون الأخير أمام الهند، تتجه الأنظار نحو تغييرات مرتقبة في التشكيلة الأساسية للمباراة المقبلة في لوردز، أبرزها احتمال عودة نجم السرعة جوفرا آرتشر، رغم قلة مشاركاته مؤخراً.

فبعد فشل الضربات الإنجليزية، حيث سجل أربعة من أصل ستة من لاعبي الصف الأول صفرًا، وفقط لاعبان تجاوزا حاجز الـ50، وفي ظل تفوق هندي واضح بلغ أكثر من 1,000 شوط – في ثاني مرة فقط بتاريخ اختبارات إنجلترا على أرضها – فإن الجهاز الفني قد يلجأ لإجراء تعديلات سريعة، خاصة في خط الرماة.

رهان محفوف بالمخاطر… ولكنه ضروري

عودة آرتشر، الذي عانى من إصابات متكررة خلال السنوات الأربع الماضية، تشكّل مخاطرة كبيرة، خاصة بعد أن لم يرمِ سوى 18 شوطًا في مباريات المقاطعات هذا الموسم. إلا أن مدرب المنتخب بريندون ماكولم يعلم جيدًا أن إنجلترا لا يمكنها تحمّل رفاهية الانتظار في ظل الزحف الهندي الحالي.

ويبدو أن تألق شوبمان غيل، الذي يعيش أفضل فتراته ويقدّم أداءً يُقارن بأسطورة الهند دون برادمان، يدفع الجهاز الفني للبحث عن سلاح جديد لكبح جماح هذا التألق الهندي المتصاعد. ومع توقع دخول جسبرت بومراه للتشكيلة، فإن الضغط يتضاعف على كتيبة إنجلترا.

اقرأ أيضًا :

أمطار برمنغهام تعرقل الحسم في اليوم الخامس: إنجلترا تصارع للبقاء والهند تترقب النصر

من يغادر ليفسح المجال؟

إذا ما تم اتخاذ قرار إشراك آرتشر، فإن السؤال الصعب هو: من سيخرج؟ الرامي كريس ووكس، رغم إصاباته، يُتوقع أن يحتفظ بمكانه نظرًا لسجله المذهل على ملعب لوردز (32 ويكيت بمعدل 13.92، وقرن غير مهزوم ضد الهند عام 2018). وعلى النقيض، قد يضطر المدرب لاستبعاد أحد الراميين برايدون كارس (الذي لا يزال يعاني من إصابة في إصبع القدم) أو جوش تونغ (الذي لم يُستخدم بالشكل الأمثل رغم سرعته).

من جهة أخرى، هناك تفكير بإعادة غوس أتكينسون، رغم أنه لم يخض أي لقاء منذ مايو، ما يجعل قرار إشراكه محل شك.

الهجوم أم الدفاع؟ تجديد في الخط الأمامي

ومع كل هذه النقاشات حول التعديلات في خط الرماة، يبرز طرح مختلف: هل يجب على إنجلترا التفكير في تجديد صفوف الضرب بدلاً من الدفاع؟ الحديث هنا يدور حول جاكوب بيثيل، الشاب البالغ من العمر 21 عامًا، الذي لم يسجل حتى الآن قرنًا في البطولات الاحترافية، لكنه لفت الأنظار بثلاثة نصف قرون في بدايته الاختبارية، أبرزها 96 نقطة ضد نيوزيلندا.

بيتيل، الذي غاب عن اختبار زيمبابوي بسبب التزامه بمنافسات الدوري الهندي الممتاز، كان مرشحًا للبقاء أساسيًا، لكن تألق أولي بوب في ترينت بريدج ثم في هيدينغلي بدد هذه الفرضية. غير أن بوب عاد ليُقلق الجهاز الفني مجددًا بمستويات متذبذبة، كان آخرها أداء ضعيف ضد أكاش ديب في إدجباستون.

 زاك كراولي تحت الضغط

بديل آخر قيد الدراسة هو إخراج زاك كراولي، الذي سجّل 19 و0 في اختبار إدجباستون، بالإضافة إلى خطأ دفاعي فادح تسبب في عدم إخراج ريشاب بانت. ومع أن شراكته مع بن دوكيت تعتبر من أنجح الافتتاحيات الإنجليزية في السنوات الأخيرة، إلا أن صبر الجهاز الفني قد ينفد قريبًا.

ورغم كل هذا، لا توجد مؤشرات قوية حتى الآن على تغييرات في الثلاثي الأول للضرب.

خلاصة

في وقت تتجه فيه الكفة لصالح الهند، وتحت ضغط كبير للحفاظ على فرص الفوز في السلسلة (1-1)، تبدو عودة جوفرا آرتشر، رغم ما تحمله من مخاطر، قرارًا قد لا يملك المنتخب الإنجليزي رفاهية تجاهله. وبين قرارات التجديد الدفاعي أو إعادة تشكيل خط الهجوم، تبقى خيارات إنجلترا محدودة – والمخاطرة ضرورة أكثر منها مغامرة.