في علامة واضحة على تسارع برنامج التحديث العسكري الصيني، تداولت منصات التواصل الاجتماعي محطات وصورًا جديدة تُظهر مدفع هاوتزر ذاتي الحركة من الجيل القادم يعتقد أنه يحمل التسمية PLZ-051B عيار 155 ملم. هذا الكشف شكل ردًا عمليًا على محاولات الصين لتعزيز قدراتها النارية بعيد المدى ضمن إطار تحول شامل نحو تسليح أكثر ذكاءً وأتمتة، قابل للاندماج في شبكات القيادة والسيطرة الرقمية. ويشير المحللون إلى أن النظام لا يكتفي بتحسين المعايير التقليدية مثل مدى ومدى الدقة، بل يركز أيضًا على تقليل زمن الاستجابة والتعقيد اللوجستي عبر وحدات معيارية وأتمتة عمليات التلقيم والاستهداف. وبينما تظل بعض التفاصيل الفنية غير مؤكدة رسميًا، فإن الظهور العلني للمركبة يعني على الأغلب اقترابها من اختبارات ميدانية متقدمة وربما الدخول في الخدمة خلال السنوات القليلة المقبلة، ما يجعلها مادة اهتمام للدوائر الدفاعية والاستراتيجية العالمية. ويُراقب محللو الدفاع عن كثب أي بيانات تشغيلية رسمية قد تنشرها بكين لاحقًا، إذ أن معلومات الأداء الفعلي عند الاختبار ستحدّد مدى تأثيره الاستراتيجي.
التصميم والقدرات التقنية
يبدو أن التصميم الهندسي للمنصة يمثل قفزة نوعية مقارنة بالإصدارات السابقة، إذ تُشير الأدلة المصورة إلى اعتماد برج غير مأهول جزئيًا مشتق من تصميمات متقدمة مثل SH16، كما أن تخفيض عدد طاقم التشغيل إلى شخصين فقط — سائق وضابط يجمع مهام القيادة والتشغيل — يعكس ثقة المصممين بقدرات الأتمتة. وتتضمن حزمة التجهيزات أنظمة تلقيم آلي متقدمة، ومستشعرات لتحديد إحداثيات الأهداف، ومحركات تحكم نيراني قادرة على تعديل زاوية الإطلاق ووقت الرمي وفق بيانات فورية. النتيجة المتوقعة هي رفع معدل النيران وتقليل زمن الإعداد للرماية، مما يمنح الوحدة مرونة أكبر في المناورة والقتال التكتيكي، وخفضًا في التعرض للطواقم البشرية للمخاطر المباشرة. كما أن تكامل أنظمة صيانة ذاتية ومؤشرات تشخيصية يُسهم في تقليل أوقات التوقف عن الخدمة ويعزز الاعتمادية في البيئات القتالية الشديدة.
الهندسة المعيارية والأنظمة الفرعية
البرج مصمم كوحدة معيارية مستقلة تضم أربعة مكونات أساسية: منظومة الإطلاق والتوجيه الناري، ونظام القيادة والسيطرة والاتصال، ونظام إدارة الحركة والهيكل، ومنظومة الدعم والصيانة القابلة للفصل. هذا التهيئة تتيح تحديثات موجهة لكل مكون على حدة دون الحاجة إلى إعادة بناء المنصة بأكملها، ما يخفض التكلفة الزمنية والمالية لصيانة الأسطول على المدى البعيد. كما أن الطرح المعياري يسهل دمج تقنيات مستقبلية مثل وحدات استشعار إضافية أو منصات إطلاق بديلة، وهو نهج يسهم في إطالة عمر الخدمة وتكييف المنظومة لمهام متعددة تتراوح بين دعم النيران التقليدي والضربات الدقيقة الموجّهة. فضلاً عن ذلك، يفتح النمط المعياري الباب أمام تعاون تقني مع شركات تصنيع محلية أو حتى شراكات لتبادل التكنولوجيا، ما قد يسرّع عملية التطوير والانتشار.
المواصفات الميدانية والتحليل الأولي
من الناحية الميدانية، أظهرت الصور المتداولة المنصة مغطاة بشبكات تمويه على ناقلة مجنزرة، ما يوحي أنها في مرحلة انتقال أو اختبار ميداني محدود. وبالرغم من غياب إعلان رسمي يوضح المدى الدقيق أو قوة الدفع أو مدى الدقة أثناء الإطلاق، فإن الملامح الخارجية تشير إلى وراثة هندسية من سلسلة PLZ السابقة مع تعزيزات في الهيكل تسمح بمناورات أسرع وتحمل أعلى للحمولات. ويُفترض أن تكون هذه المنصة جزءًا من منظومة متكاملة تشمل مركبات تزويد الذخيرة ووحدات صيانة ميدانية واتصالات ثابتة، ما يجعلها قابلة للعمل كعنصر مستقل ضمن تشكيلات المدفعية الحديثة. وتؤكد المصادر الميدانية أن عمليات الاختبار تشمل سيناريوهات إطلاق متعددة ومتغيرات أرضية لتقييم الأداء في بيئات مماثلة لساحات العمليات المحتملة.
الدور العملياتي والتكامل الشبكي
من الناحية التشغيلية، يُنتظر أن يُستخدم PLZ-051B لأداء مهام الدعم الناري السريع، ضربات التشتيت، والاشتباك مع أهداف بعيدة ضمن سياق بؤر اصطدام عالية الكثافة. قدرة الربط الشبكي تسمح بتلقي بيانات الاستهداف من منصات الاستطلاع الجوي أو محطات الرصد الأرضي، ثم تنفيذ رميات متتابعة بسرعة قبل الانسحاب إلى مواقع آمنة لتقليل تعرض المنصة للنيران المضادة. هذا النمط يُعرف بتكتيكات الضرب والابتعاد وهو ملائم لصراعات تعتمد على التناوب السريع بين الهجوم والدفاع، ويمنح القادة ميدانيًا خيارات مرنة لاستنزاف قدرة العدو دون تعريض الأسلحة الثمينة لخطر دائم. وتتيح هذه القدرات بسرعة تنفيذ ضربات دقيقة ذات أثر تكتيكي عالٍ دون الحاجة إلى تحشيد كبير، وهو ما يتسق مع توجهات الحروب القصيرة والمركزة.
مستقبل القوة النارية
يُجسد PLZ-051B توجهًا واضحًا في تحديث المدفعية نحو أتمتة أكبر وربط شبكي يحسن من كفاءة القتال وسرعة الاستجابة. ومع أن التسمية الرسمية ومواصفات الأداء النهائية لم تُكشف بعد من قبل بكين، فإن التعزيزات التصميمية والملامح التقنية المتوقعة تجعل من هذا النظام إضافة محتملة تعزز القدرة العملياتية للجيش الصيني. وبالنظر إلى توجهات النزاع الحديثة والتحولات في طبيعة الحروب، فإن أنظمة مثل PLZ-051B تمثل استثمارًا استراتيجيًا في تقليل الاعتماد على الطاقات البشرية وزيادة فعالية النيران الذكية. في المقابل، قد تثير هذه التحديثات ردود فعل جيوسياسية من الخصوم الذين قد يسعون لتعزيز قدرتهم المضادة أو تعديل استراتيجياتهم اللوجستية للتعامل مع هذه المنصات. وختامًا، هذه الخطوات تُعدّ مؤشراً واضحًا.
اقرا ايضا
الجيش البرازيلي يختبر برج السلاح الآلي UT30BR2 على مركبة Guarani
