الأندية الإنجليزية تنطلق جوًا: 175 ألف ميل من التحليق استعدادًا لموسم ناري

في مشهد يعكس حجم التنافس التجاري والرياضي في كرة القدم الحديثة، تستعد أندية الدوري الإنجليزي الممتاز لخوض صيف مزدحم بالرحلات الجوية والمباريات الودية والمعسكرات التدريبية عبر قارات متعددة.

ووفقًا لتقرير نشرته الغارديان، فإن أندية البريميرليغ العشرين ستقطع مجتمعًة نحو 175 ألف ميل جوي خلال الصيف، في إطار تحضيراتها للموسم الجديد، والتي تتضمن جولات تسويقية، مشاركات في بطولات دولية مثل كأس العالم للأندية، إضافة إلى لقاءات جماهيرية تهدف لتعزيز الحضور العالمي للعلامات التجارية للأندية.

أرسنال وتوتنهام يقودان الزحف الإنجليزي إلى آسيا

فريق أرسنال بدأ الصيف بمعسكر تدريبي في إسبانيا، قبل أن يشد الرحال إلى سنغافورة لملاقاة ميلان، ثم يخوض مباراة أمام نيوكاسل على الملعب الوطني، ويختتم جولته الآسيوية بلقاء توتنهام في هونغ كونغ. أما “السبيرز”، فيخوضون مباريات أمام أرسنال في هونغ كونغ، ونيوكاسل في كوريا الجنوبية، ثم يواجهون بايرن ميونيخ في ألمانيا، قبل خوض السوبر الأوروبي ضد باريس سان جيرمان في أوديني الإيطالية. هذا التوسع في السوق الآسيوية يعكس وعي الأندية بقيمة الجماهيرية الإقليمية في تحقيق مكاسب اقتصادية هائلة.

مانشستر سيتي وتشيلسي في مهمة عالمية بكأس العالم للأندية

يشارك عملاقا الدوري، مانشستر سيتي وتشيلسي، في النسخة الممتدة من كأس العالم للأندية في الولايات المتحدة، حيث خاض “البلوز” خمس مباريات في مدن مثل فيلادلفيا وأتلانتا ونيويورك، بينما تنقل “السيتيزنز” بين فلوريدا، أتلانتا وأورلاندو. رغم فشل سيتي في الظفر باللقب، إلا أنه سيواجه باليرمو لاحقًا في مباراة ودية تحمل الطابع الترويجي. هذه المشاركات تمثل مزيجًا من التحدي الرياضي والتسويق الدولي.

اقرأ أيضًا :

مواجهة ليستر وساوثهامبتون: صراع البقاء والكرامة في قاع الدوري الإنجليزي الممتاز.

نيوكاسل وليفربول يعززان حضورهما في الشرق الأقصى

نيوكاسل اختار آسيا منصةً للترويج لاسمه، حيث لعب في سنغافورة وكوريا الجنوبية أمام أرسنال وتوتنهام، بينما استهل ليفربول جولته بلقاء ميلان في هونغ كونغ، ثم توجه إلى اليابان لملاقاة يوكوهاما، قبل أن يعود لمباراة ودية في إنجلترا ضد بلباو. هذا التركيز على آسيا يعكس تحولًا استراتيجيًا في سياسات الأندية الكبرى، حيث تملك هذه المناطق جماهيرًا ضخمة وأسواقًا تجارية واعدة.

مانشستر يونايتد وإيفرتون يركزان على السوق الأمريكية

مانشستر يونايتد بدأ جولته من السويد بلقاء ليدز، ثم انتقل إلى الولايات المتحدة لملاقاة وست هام، بورنموث، وإيفرتون. الأخير بدوره خاض معسكرًا في اسكتلندا، قبل أن يشارك في Summer Series الأمريكية في ثلاث ولايات. أمريكا تظل سوقًا تجاريًا مهمًا لأندية البريميرليغ، لاسيما مع تضاعف أعداد المشجعين هناك وارتفاع عائدات البث والرعاية.

الفرق المتوسطة تعتمد على المعسكرات الأوروبية والمباريات المحلية

أندية مثل برينتفورد، بيرنلي، كريستال بالاس، برايتون وفولهام، اكتفت بجولات أوروبية محدودة أو معسكرات في البرتغال وألمانيا، تخللتها مباريات ودية خلف أبواب مغلقة أو أمام جماهير محدودة. رغم تواضع هذه التحضيرات مقارنة بالكبار، فإنها تعكس واقعًا اقتصاديًا مختلفًا، وتفضيلاً للتركيز الفني على الانسجام التكتيكي بعيدًا عن ضوضاء السفر الطويل.

ليدز وسندرلاند ونوتنغهام فورست يختبرون قدراتهم بين ألمانيا والبرتغال

الأندية العائدة من دوري الدرجة الأولى أو الباحثة عن إثبات الذات كـ ليدز وسندرلاند ونوتنغهام فورست، لجأت إلى ألمانيا والبرتغال لمعسكرات فنية أكثر منها تجارية. ليدز خاض مباريات مغلقة بأمر الشرطة الألمانية، بينما اتجهت فورست وسندرلاند إلى الألجارفي لخوض لقاءات أمام فرق مثل إستوريل، إشبيلية وسبورتينغ. هذه الفرق تسعى لتحقيق الجاهزية البدنية والفنية دون الانخراط في صراعات الترويج الدولي المعقدة.

بورنموث ووست هام يشاركان في سلسلة أمريكا الصيفية

بورنموث ووست هام انضما إلى البطولة الصيفية الأمريكية بمباريات في نيوجيرسي، شيكاغو وأتلانتا. شارك في هذه السلسلة أيضًا مانشستر يونايتد وإيفرتون، مما أضفى عليها طابعًا تنافسيًا وترويجيًا حيويًا. وتستكمل هذه الأندية تحضيراتها بمباريات على أرضها أمام فرق أوروبية قوية، مثل ريال سوسيداد وليون، لضبط الإيقاع قبل بداية الموسم.

تطور جديد: مباريات جماهيرية في ملاعب جديدة

من اللافت هذا الموسم إقامة أول مباراة كاملة السعة في ملعب إيفرتون الجديد “هيل ديكنسون”، بلقاء ضد روما. الأندية تستخدم هذه المناسبات ليس فقط للتحضير الفني، ولكن أيضًا لتدشين معالمها الجديدة أمام جماهيرها في حدث يجمع بين الرياضة والاستعراض، مما يضفي زخمًا إعلاميًا وتسويقيًا يعزز من صورة النادي محليًا وعالميًا.