الوكالات

رصد نادر لسفينة إنقاذ غواصات صينية قرب اليابان يثير القلق الإقليمي.

تحرك غير مسبوق في بحر اليابان يُعيد إشعال المخاوف من تنامي النفوذ العسكري الصيني.

في سابقة بحرية تثير القلق، رصدت وزارة الدفاع اليابانية لأول مرة سفينة إنقاذ غواصات صينية من طراز “تايب 926 داكاي” تبحر بالقرب من مياهها، وتحديداً على بعد 330 كيلومتراً غرب جزر غوتو.

الواقعة، التي حدثت في 24 يوليو وتم تأكيدها في 25 يوليو، تشكل تطوراً غير معتاد في مسار التحركات الصينية، خصوصاً أن هذه السفن نادراً ما تغادر قواعدها، نظراً لطبيعتها الفنية الخاصة بمهمات الإنقاذ تحت أعماق البحر.

 

قدرات السفينة “داكاي 841”: مهام إنقاذ… أم أهداف أخرى؟

السفينة، التي يُعتقد أنها تحمل رقم البدن 841، تنتمي إلى فئة حديثة دخلت الخدمة عام 2024. وتتمتع بقدرات متقدمة تشمل:

إنزال غواصين إلى أعماق كبيرة.

دعم فني للغواصات المعطلة.

المشاركة في أنشطة الاستطلاع تحت المائي.

وجودها على هذا البُعد من السواحل الصينية يطرح تساؤلات حول دوافع بكين، خاصة أنها تأتي في سياق تصاعد التوتر الإقليمي.

سفينة إنقاذ غواصات صينية

 

تحرك جماعي: مرافقة بحرية صينية تكشف احتمالات أوسع

التحرك لم يقتصر على سفينة الإنقاذ فقط، إذ رصدت القوات اليابانية أيضاً مدمرتين بصواريخ موجهة وسفينة إمداد صينية ترافقها عبر مضيق تسوشيما إلى بحر اليابان، ما يُشير إلى تنسيق بحري عالي المستوى.

التفسير المحتمل؟

مناورة عسكرية تحاكي دعماً لغواصة متعثرة.

اختبار مدى رد الفعل الياباني على تحركات بحرية غير تقليدية.

 

الرد الياباني: مراقبة دقيقة دون تصعيد مباشر

في مواجهة التحرك، اكتفت طوكيو بإرسال طائرات دورية ومعدات مراقبة لجمع البيانات وتحليل طبيعة المهمة.

ورغم السرعة في الاستجابة، لم تُقدم اليابان على إرسال وحدات بحرية أو اعتراض السفن، ما يعكس نهجاً حذراً لتجنب التصعيد مع الاحتفاظ بحق المتابعة الدقيقة.

 

مضيق تسوشيما: ممر استراتيجي تحت المجهر

يشكل مضيق تسوشيما نقطة عبور استراتيجية بين بحر الصين الشرقي وبحر اليابان، ويمثل بالنسبة لطوكيو خطاً دفاعياً غير معلن.

رغم كونه يقع ضمن المياه الدولية، تعتبر اليابان أي عبور عسكري أجنبي فيه تطوراً يستوجب الرصد الفوري، خاصة حين يتعلق الأمر بسفن عسكرية صينية.

 

احتمالات وتفسيرات: تدريب عادي أم جس نبض استراتيجي؟

التحليلات اختلفت حول الهدف من ظهور “داكاي 841” في تلك المنطقة، ومنها:

تدريب ميداني على عمليات إنقاذ في أعماق غير مألوفة.

جزء من مشروع استطلاع تحت مائي لتجميع بيانات بحرية.

اختبار استجابة اليابان لمحاولة تعويدها على التواجد الصيني قرب مياهها.

سفينة إنقاذ غواصات صينية

 

رد دبلوماسي ياباني مقابل صمت صيني

رغم الصمت الرسمي من وزارة الدفاع الصينية، أعلنت اليابان أنها ستثير هذه الواقعة خلال الاجتماعات الأمنية الإقليمية المقبلة، في إطار جهودها لتعبئة الدعم الدولي ضد التحركات الصينية المتزايدة.

ومن المرجح أن تُستخدم هذه الحادثة لتعزيز التعاون الدفاعي الثلاثي بين طوكيو وواشنطن وسيول.

 

رسائل تحت السطح: مستقبل التوتر البحري في شرق آسيا

تأتي هذه الخطوة في ظل تنامي حضور الصين في المسارح البحرية الآسيوية، من بحر الصين الجنوبي إلى بحر اليابان. ويؤكد خبراء الأمن أن مثل هذه التحركات تشير إلى تبدل في قواعد اللعبة البحرية، حيث تختبر بكين مناطق النفوذ وتبني واقعاً جديداً بالقوة الناعمة والصلبة في آن.

 

أقرأ أيضاً:

 

روسيا تصعّد حرب الطائرات والمجازر: تصعيد دموي جديد يحصد أرواح المدنيين في أوكرانيا.

سولين غزيم

سولين غزيم صحفية سورية ، تتميز بقلمها الجريء واهتمامها العميق بالقضايا الإنسانية والاجتماعية. تعمل على تسليط الضوء على هموم الناس بصوت صادق، وتنقل الحقيقة من قلب الحدث بموضوعية وشغف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى