ترامب يهاجم شركة “جاغوار لاند روفر” ويتهمها بـ”الانهيار بسبب حملة إعلانية وُصفت بالـ وُوكية”

في موجة جديدة من انتقاداته للشركات الدولية، وجّه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هجومًا لاذعًا ضد شركة “جاغوار لاند روفر” البريطانية، واصفًا إياها بأنها تعيش “في حالة من الفوضى التامة”، وذلك بعد ساعات فقط من إعلان الشركة عن اسم رئيسها التنفيذي الجديد. ويأتي هذا التصريح في سياق حملة أوسع يشنّها ترامب ضد ما يسميه بـ”النهج اليساري المتطرف” أو “الووكيزم”، والذي يرى أنه يقوض المبادئ الاقتصادية والثقافية التقليدية، خصوصًا في قطاع الأعمال.

 

حملة إعلانية مثيرة للجدل تثير غضب ترامب

 

كان لافتًا أن أكثر ما أثار غضب ترامب هو إعلان ترويجي حديث للشركة، استخدم فيه مجموعة من العارضين المتنوعين من حيث العرق والجنس، وظهروا بملابس زاهية وخلفيات ملونة بعيدًا عن الطابع التقليدي لعلامة “جاغوار” المحافظة. الإعلان الذي صُمم لإطلاق حملة إعادة العلامة التجارية، لم يتضمن أي ظهور فعلي للسيارات، مما زاد من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي. ترامب وصف الإعلان بأنه “غبي وجاد جدًا في ووكيته”، متسائلًا بسخرية: “من يرغب في شراء جاغوار بعد مشاهدة هذا الإعلان المُخزي؟”.

 

إعلان الرئيس التنفيذي الجديد: تحوّل في قيادة الشركة

 

بالتزامن مع تصاعد الجدل، أعلنت شركة “جاغوار لاند روفر” عن تعيين بي. بي. بالاچي رئيسًا تنفيذيًا جديدًا لها، ليكون أول هندي يتولى هذا المنصب في تاريخ الشركة. بالاچي يشغل حاليًا منصب المدير المالي في شركة “تاتا موتورز” الهندية، المالكة لـ”جاغوار لاند روفر”، وسيبدأ مهامه رسميًا في نوفمبر المقبل. وقد وصف نفسه بأنه يشعر بـ”الامتنان لقيادة الشركة نحو آفاق جديدة”، بينما قال الرئيس التنفيذي المنتهية ولايته، أدريان مارديل، إنه “رسّخ موقع الشركة في صناعة السيارات في وقت تغيّرت فيه المعايير بشكل غير مسبوق”.

 

تداعيات الرسوم الجمركية والسياسات التجارية الأمريكية

 

من اللافت أن هذا الهجوم من ترامب يأتي في وقت حساس للشركة، التي كانت قد تأثرت بشكل مباشر من السياسات الحمائية التي فرضها الرئيس الأمريكي. فقد تراجعت مبيعات “جاغوار لاند روفر” بنسبة 15.1% خلال الربع الثاني من العام 2025، بعد توقف مؤقت لصادراتها إلى السوق الأمريكية. وعلى الرغم من توقيع اتفاق تجاري بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة يخفف الرسوم الجمركية على أول 100,000 سيارة، لا تزال الشركة تعاني من تبعات السياسات المتقلبة والضغط المتزايد على موازناتها التشغيلية.

 

خطة التحول الكهربائي ومراجعة مواعيد الإطلاق

 

في يوليو الماضي، كشفت صحيفة “الغارديان” عن تأجيل الشركة لإطلاق نماذجها الكهربائية المنتظرة من طراز “رينج روفر” و”جاغوار”، وذلك لإتاحة مزيد من الوقت للاختبارات وضبط الإعدادات وفقًا للطلب في السوق. ومن المقرر الآن أن يتم تسليم أول دفعة من “رينج روفر” الكهربائية في عام 2026 بدلًا من أواخر 2025. هذه التأجيلات أثارت تساؤلات حول قدرة “جاغوار لاند روفر” على مواكبة السباق العالمي نحو السيارات عديمة الانبعاثات، خاصة وأنها كانت بطيئة في تبني استراتيجيات التحول الكهربائي مقارنة بمنافسيها الألمان.

 

ردود الفعل على الحملة الإعلانية ومستقبل العلامة التجارية

 

الحملة الإعلانية التي نُشرت في نوفمبر الماضي تحت شعار “لا تقلّد أحدًا”، حققت أكثر من 160 مليون مشاهدة على وسائل التواصل الاجتماعي، لكنها أيضًا أثارت ردود فعل عنيفة، لا سيما من جمهور يميني في الولايات المتحدة. حتى إيلون ماسك، مالك شركة “تسلا” ومنصة “إكس”، سخر من الإعلان قائلًا: “هل تبيعون سيارات فعلًا؟”. وقد عبّر أحد مدراء الشركة عن “خيبة أمله من الكراهية والتعصب الموجه ضد النماذج في الإعلان”، مؤكدًا أن الهدف كان إبراز التنوع والتجديد، لا الاستفزاز أو الانفصال عن جذور العلامة.

إقرأ ايضَا…

عندما يغير ترامب موقفه الجمهوريون يتراجعون ويصطفون خلفه بلا تردد