في ذكرى تأميم قناة السويس.. د. شيماء عبد الحي لـ”العالم في دقائق”: القناة شريان يمس الأمن القومي
التأميم بالأمس والتطوير اليوم.. مشهد متصل في الحفاظ على القرار المصري المستقل

في ذكرى قرار سيادي غيّر وجه التاريخ المصري، واستردّ به الشعب كرامته قبل موارده. تعود إلينا ذكرى تأميم قناة السويس، لتذكّرنا كل عام بقيمة الإرادة الوطنية حين تكون صلبة. وعندما يتقدّم القرار الوطني على أي حسابات خارجية.
وفي تصريح خاص لموقع “العالم في دقائق”, أكدت الدكتورة شيماء محسن عبد الحي، خبيرة تمكين المرأة والموارد البشرية، أن ذكرى تأميم قناة السويس تمثّل لحظة مفصلية لا يمكن أن تُنسى في تاريخ الدولة المصرية، حيث استطاعت مصر من خلالها أن تفرض سيادتها الكاملة على أحد أهم الممرات الملاحية في العالم، في مشهد لا يزال يُدرّس حتى اليوم في الإرادة الوطنية والقرار المستقل.
إرث عبد الناصر… ورسالة السيادة
تقول عبد الحي إن قرار التأميم الذي أعلنه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في 26 يوليو 1956 لم يكن مجرد خطوة فُرضت بحكم الضرورة، بل إعلان صريح بأن مصر لن تسمح بعد اليوم بأن تُدار مقدّراتها من خارج حدودها. مضيفةً: “لقد كان قرارًا حمل شجاعة استثنائية في توقيت حرج، وأعاد لمصر كلمتها ومكانتها”.
القناة… شريان عالمي لا يفقد أهميته
وتضيف أن قناة السويس لم تكن مجرّد مجرى مائي، بل ظلت منذ نشأتها شريانًا استراتيجيًا يربط الشرق بالغرب، ويضع مصر في قلب توازنات التجارة والطاقة والأمن البحري. وتؤكد أن التغيرات العالمية، من الصراعات الجيوسياسية إلى المنافسة على الممرات، لم تقلل من أهمية القناة بل زادتها ثِقلًا.
بين الأمس واليوم… التحديات تتغيّر لكن السيادة ثابتة
وترى عبد الحي أن الذكرى تأتي في لحظة دقيقة يمر بها العالم، حيث باتت الصراعات لا تُدار فقط بالسلاح، بل بالسيطرة على الموارد والمعابر والمسارات البحرية. وهو ما يجعل قناة السويس اليوم أكثر من أي وقت مضى، ورقة سيادية تمسّ الأمن القومي المصري بشكل مباشر، سواء من ناحية الاقتصاد أو السياسة أو الاستراتيجية العسكرية.
الرئيس السيسي… إدارة واعية لملف استثنائي
وأشادت عبد الحي بما وصفته بالإدارة المتزنة والحاسمة للقيادة المصرية، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لملف قناة السويس ومحورها، من حيث التوسعات والتطوير والبنية التحتية، إلى تأمين الملاحة وبناء علاقات خارجية متزنة تعزز من مكانة مصر.
وتقول: “الرئيس السيسي يدير هذا الملف من منطلق فهم عميق لتشابكات الأمن القومي، ويضع القناة في صلب الاستراتيجية الوطنية، باعتبارها أداة قوة ناعمة وصلبة في آن واحد”.
الوعي الشعبي… الحصن الأول ضد التحديات
وأكدت عبد الحي أن الحفاظ على الإرث الوطني، وعلى رأسه قناة السويس، لا يتوقف فقط على مؤسسات الدولة، بل يعتمد أيضًا على وعي المواطن. لأن الشعوب الواعية هي التي تُدافع عن خياراتها، وتلتف حول قيادتها وقت الأزمات، ولا تسمح بالاختراق أو التشكيك.
واختتمت تصريحها لـ”العالم في دقائق” بالقول:
“نُحيي اليوم إرث عبد الناصر، ونؤمن بحكمة القيادة الحالية، ونراهن على وعي الشعب المصري. لأن الوطن لا يُصان بالشعارات، بل بالعمل والالتفاف المستمر، والإيمان بأن السيادة مسؤولية جماعية”.
المجد لمصر،
والخلود لقرارات صنعت تاريخها،
والولاء لقيادة تحمل الأمانة وتعرف الطريق