تقارير التسلح

كوريا الشمالية تهاجم خطط اليابان الصاروخية: عودة الي أحلام الإمبراطورية وتهديد خطير للسلام الإقليمي

كوريا الشمالية تحذر من خطط اليابان الصاروخية: تهديد للسلام الإقليمي

في بيان لاذع نشرته وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية، وصفت كوريا الشمالية خطط اليابان لنشر صواريخ طويلة المدى بكونها “فكرة خطيرة للغاية”، محذرة من أن هذه السياسات تمثل انحرافًا عسكريًا يعيد إحياء الطموحات الإمبريالية القديمة. تأتي هذه التصريحات وسط تصاعد التوترات الإقليمية، حيث أعلنت اليابان عن نيتها نشر صواريخ يصل مداها إلى ألف كيلومتر في محافظة كوماموتو غرب البلاد خلال هذا العام، مع خطط لنشرها لاحقًا في أويتا وأوكيناوا بحلول عام 2026.

اتهامات بإحياء روح “الازدهار المشترك لشرق آسيا الكبرى”

البيان الكوري الشمالي لم يكتف بالاعتراض العسكري، بل ذهب إلى قراءة جيوسياسية أعمق، معتبرًا أن المشروع الياباني لا يندرج ضمن “الدفاع المشروع” كما تدّعي طوكيو، بل يمثل مسعىً لإحياء نموذج “منطقة الازدهار المشترك لشرق آسيا الكبرى”، في إشارة إلى الحقبة الإمبريالية اليابانية التي سعت إلى الهيمنة الإقليمية في النصف الأول من القرن العشرين. وكتب البيان: “هذه التحركات العسكرية تهدف كلها إلى تحقيق قدرة هجومية استباقية، في ظل هوس ياباني متزايد بالتحول إلى قوة عسكرية”.

تناقض حاد مع برنامج كوريا الشمالية الصاروخي

من اللافت في هذه الانتقادات الكورية الشمالية أنها تصدر من دولة تمتلك أحد أكثر برامج الصواريخ تطورًا في المنطقة، بما يشمل صواريخ كروز مستلهمة من التصميمات الروسية وصواريخ باليستية عابرة للقارات بمدى يتجاوز 1500 كيلومتر. ورغم هذا الواقع، يواصل النظام في بيونغ يانغ تصوير الخطط اليابانية بأنها تهديد مباشر ودليل على نوايا عدوانية، متجاهلاً بذلك اختبارات الصواريخ الكورية الأخيرة التي تم توثيق مداها من قبل وسائل الإعلام الكورية الجنوبية.

اقرا ايضا

مصر تستمر في دعم غزة: القافلة العاشره تعبر الحدود

تحذير من كارثة إقليمية وتحريض مباشر ضد طوكيو

 

البيان لم يتوقف عند حدود التحذير الدبلوماسي، بل حمل لهجة تهديدية غير مسبوقة. ففي إحدى فقراته، أشار إلى أن “اليابان مهووسة بالتحول إلى قوة عسكرية… والدولة المسؤولة عن إشعال حروب الماضي يجب ألا تتصرف برعونة”. وأضافت الوكالة الكورية: “اليوم الذي تشعل فيه اليابان عدوانًا جديدًا سيكون اليوم الذي تخطو فيه إلى جحيم لا رجعة منه”.

اليابان تؤكد على طابع دفاعي ضمن استراتيجيتها الأمنية الجديدة

 

من جانبها، تصر اليابان على أن برنامجها الصاروخي الجديد يندرج ضمن إطار الردع والدفاع الذاتي، خاصة في ظل التهديدات المتزايدة من كوريا الشمالية والصين. وتأتي هذه الخطط ضمن استراتيجية أمن قومي جديدة تعترف لأول مرة بالحاجة إلى “قدرات الضربة المضادة”، وتشمل الحصول على صواريخ كروز محلية وأخرى أمريكية الصنع مثل “توماهوك”، في محاولة لتأمين انتشار دفاعي عبر سلسلة الجزر الجنوبية الغربية للبلاد.

 

تحالفات إقليمية تثير حساسية بيونغ يانغ

 

ما يزيد من حدة الموقف الكوري الشمالي هو التنسيق العسكري المتزايد بين اليابان والولايات المتحدة، بما في ذلك مناورات مشتركة وتعاون ثلاثي مع كوريا الجنوبية في مجال الدفاع الصاروخي. هذه الشراكات تُعد خطًا أحمرًا بالنسبة لبيونغ يانغ التي تعتبرها تهديدًا مباشرًا لسيادتها وأمنها.

 

خاتمة: سباق تسلح في شرق آسيا أم منعطف نحو صدام محتمل؟

 

تصريحات كوريا الشمالية الأخيرة تكشف عن تصاعد التوتر الإقليمي وخطر الانزلاق إلى سباق تسلح قد يعيد إشعال جبهات الحرب الباردة في شرق آسيا. وبينما تمضي طوكيو في تحديث منظومتها الدفاعية، وتُصر على سلمية مقاربتها، فإن ردود بيونغ يانغ تفتح الباب أمام احتمالات أكثر خطورة، ليس فقط من الناحية العسكرية، بل على صعيد الأمن والاستقرار في منطقة تعيش أصلاً على حافة اشتعال دائم.

اقرا ايضا

ثورة علي القضبان: قطارات ماجليف الصينيه تقترب من حل مشكله هدير الانفاق الصادمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى