في مشهد عكس عمق التعاون العسكري بين واشنطن وسكوبيه، شهدت مقدونيا الشمالية تسلّم 29 مركبة تكتيكية أمريكية حديثة من طراز JLTV، ضمن خطة واسعة لتحديث الجيش ورفع جاهزيته لمهام الناتو وسط تصاعد التوترات الأمنية في المنطقة.
وسعت مقدونيا الشمالية أسطولها من المركبات المدرعة الأمريكية الصنع، مع تسلّم 29 مركبة تكتيكية خفيفة مشتركة (JLTV)، تم تقديمها رسميًا في 15 أغسطس داخل ثكنة “جين ساندانكسي” في مدينة شتيب.
حضور رسمي رفيع المستوى
جرت المراسم بحضور رئيس الوزراء هريستيان ميكوسكي، ووزير الدفاع فلادو ميساجلوفسكي، ورئيس هيئة الأركان العامة ساشكو لافشيسكي، وسفيرة الولايات المتحدة أنجيلا أغيلر. ومع هذه الإضافة، أصبح لدى الجيش البري الآن 67 مركبة JLTV.
الأولوية للأمن والتحديث العسكري
قال ميكوسكي: «بصفتي رئيسًا للوزراء، كانت إحدى أولوياتي الرئيسية دائمًا هي أمن البلاد، والحفاظ على السلام والاستقرار، فهذه شروط أساسية لتطوير مجتمع يسوده التقدم ومستقبل لجميع المواطنين. الجيش المقدوني هو بلا شك حلقة أساسية في تحقيق هذه الطموحات».
ووصف المركبات الجديدة بأنها جزء من جهد أوسع لتحديث القوات المسلحة.
استمرار عملية التسليح والتطوير
وأضاف ميكوسكي: «نشارك اليوم في هذا الحدث الذي يأتي استمرارًا لحدث مماثل قبل عام أشار إليه السفير الأمريكي. أشعر بفخر كبير لأننا نكمل ببطء ولكن بثبات عملية التسليح، مما يعزز الجيش المقدوني. ولن نتوقف هنا، بل سنواصل».
من جانبه أكد وزير الدفاع ميساجلوفسكي على النمو المستمر لقدرات الجيش: «تسع وعشرون مركبة مدرعة جديدة، تم الحصول عليها في إطار عقد حكومي مشترك، أصبحت الآن في خدمة الجيش. ومع هذه الدفعة الجديدة، نقترب من العدد المطلوب من المركبات، كما ننتظر وصول بعض المركبات المدرعة من طراز STRYKER، وهي أيضًا أمريكية الصنع».
وأوضح الوزير أن مركبات JLTV مخصصة لكتيبة المشاة الخفيفة التي أعلنت مقدونيا الشمالية جاهزيتها للانتشار في مهام حلف الناتو والبعثات الدولية. كما أشار إلى توقيع سبعة عقود إضافية مع الولايات المتحدة تشمل تجهيزات للقوات الخاصة، أنظمة طائرات مسيرة، أدوات للأمن السيبراني، أسلحة مشاة خفيفة، معدات حماية فردية، ونظام قيادة وسيطرة مشترك.
رسالة أمريكية قوية ومركبات JLTV بتقنيات متطورة
من جانبها وصفت السفيرة الأمريكية أنجيلا أغيلر المركبات بأنها انعكاس مباشر لالتزام واشنطن بالدفاع عن مقدونيا الشمالية، مؤكدة أنها «رمز قوي وواضح لتقدمكم نحو جيش حديث ومجهز، وقادر على مواجهة متطلبات بيئة الأمن المعقدة اليوم».
تُنتَج مركبات JLTV من قبل شركة “أوشكوش ديفنس” الأمريكية، وتُستخدم على نطاق واسع من قبل الجيش الأمريكي وحلفائه في الناتو. وقد صُممت لاستبدال مركبات “الهامفي” القديمة، حيث توفر حماية أفضل ضد الألغام والعبوات الناسفة مع الحفاظ على القدرة على المناورة في التضاريس الوعرة.
اقرأ أيضاً
قمة ألاسكا بين ترامب وبوتين: آمال للسلام أم فرصة ضائعة؟
تحديث الجيش وفق معايير الناتو
تعكس عملية التحديث الجارية في مقدونيا الشمالية جهودها للالتزام بمعايير الناتو وتعزيز جاهزيتها وسط بيئة أمنية إقليمية متزايدة التعقيد. ويؤكد المسؤولون أن الشحنات القادمة، ومنها مركبات “سترايكر” الأمريكية الصنع، ستزيد من مرونة الجيش العملياتية.
