عربي وعالمي

خطة إسرائيل الجديدة للسيطرة على غزة: عودة الاحتلال وسط معارضة عسكرية وانتقادات دولية

عودة الاحتلال وسط معارضة عسكرية وانتقادات دولية

في قرار مفاجئ وصفته المعارضة الإسرائيلية بـ”الكارثي”، صادق مجلس الأمن القومي الإسرائيلي على خطة جديدة تقضي بتوسيع السيطرة الإسرائيلية على قطاع غزة، مع احتمال إعادة احتلاله الكامل على مراحل، رغم تحذيرات المؤسسة العسكرية من تداعيات العملية، خصوصًا على مصير الأسرى الإسرائيليين، وسط إدانات دولية متصاعدة.

 

عودة تدريجية للسيطرة: الاحتلال الجديد بثوب إداري مدني

 

بحسب ما تم تسريبه من داخل اجتماع استمر طوال الليل، وافق الائتلاف اليميني المتشدد بزعامة بنيامين نتنياهو على خطة تقضي بتوسيع العمليات العسكرية بدءًا من السيطرة على أنقاض مدينة غزة، ثم إنشاء “إدارة مدنية بديلة” تحكم القطاع. ووفقاً لمسؤول مطلع على مجريات الاجتماع، فإن الهدف النهائي للخطة هو فرض “السيطرة الأمنية الإسرائيلية” على كامل القطاع، دون إشراك حماس أو السلطة الفلسطينية.

الجيش يعارض والحكومة تواصل التصعيد

 

ورغم أن الجيش الإسرائيلي كان قد قدم بدائل تركز على وقف إطلاق النار لتأمين حياة الأسرى واستعادة جثامين القتلى، إلا أن الحكومة تجاهلت التحذيرات، وأصرت على المضي قدمًا في خطة قد تتسبب في تفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع المنكوب. مصادر أمنية سابقة أفادت بأن العملية تهدد أرواح 20 أسيرًا إسرائيليًا على الأقل، وقد تقوض فرص استعادة جثامين 30 آخرين.

 

استعدادات تمتد حتى أكتوبر: نكء جرح 7 أكتوبر من جديد

 

رغم أن الخطة لا تتضمن عملية فورية، إلا أن التقديرات تشير إلى أنها قد تبدأ في السابع من أكتوبر المقبل، في ذكرى الهجوم الذي شنته حماس على المستوطنات الجنوبية عام 2023، والذي أشعل شرارة الحرب الحالية. وتهدف إسرائيل خلال هذه المهلة إلى تعبئة الاحتياط، وتهجير مئات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين قسرًا، وزيادة الاعتماد على مؤسسة “صندوق المساعدات الإنسانية لغزة” المدعومة من واشنطن.

انهيار المفاوضات واتهامات بالخيانة

 

حركة حماس وصفت الخطة بأنها “طعنة في ظهر المفاوضات”، مشيرة إلى أن نتنياهو قضى على الجهود التي تقودها كل من الولايات المتحدة وقطر ومصر لإنجاز صفقة تبادل تشمل وقفًا لإطلاق النار، وإطلاق آلاف الأسرى الفلسطينيين، وانسحاب الجيش الإسرائيلي. وأضافت الحركة أن الخطة الإسرائيلية تكشف عن “نية احتلالية واضحة لا علاقة لها بالأمن”.

 

العالم يرد: مقاطعة، تنديد، وتحذيرات من حمام دم

 

جاء الرد الدولي سريعًا وغاضبًا. ألمانيا أعلنت عن وقف توريد الأسلحة والمعدات التي قد تُستخدم في غزة، بينما وصف رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر التصعيد الإسرائيلي بأنه “خطأ استراتيجي”، ودعا إلى “إعادة النظر فورًا” في الخطة. وأضاف: “لن يجلب هذا الدماء مزيدًا من الأمن، ولن يحرر الأسرى”.

تصعيد ميداني وفوضى سياسية: إسرائيل تدخل المجهول

 

في الداخل الإسرائيلي، شهدت الليلة الماضية احتجاجات عنيفة في تل أبيب من قبل عائلات الأسرى الذين اتهموا الحكومة بـ”التخلي عنهم”، فيما وصف زعيم المعارضة يائير لابيد القرار بأنه “كارثة تجر البلاد إلى دوامة لا نهاية لها”، محذرًا من تكاليف بشرية واقتصادية وسياسية باهظة.

 

خاتمة: سيناريو الانهيار في الأفق

 

بين صمت عسكري مريب، وتصلب حكومي ناتج عن ابتزاز من أقصى اليمين، ورفض دولي متصاعد، تمضي إسرائيل نحو إعادة احتلال غزة دون استراتيجية واضحة لـ”اليوم التالي”. هذه الخطة، بحسب المحللين، لا تمثل فقط إعادة تدوير لفشل سابق، بل تهدد بإدخال المنطقة في جحيم مفتوح سياسياً وأمنياً وإنسانياً، وتجعل من غزة برميل بارود قابل للانفجار في أي لحظة.

اقرأ ايضَا…

فيديو صادم: أطفال إسرائيليون يخربون مساعدات إنسانية لغزة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى