الوكالات

جنرال ميانمار “المعزول” يبتهج برسالة ترامب: اعتراف ضمني أم مناورة دعائية؟

مين أونغ هلاينغ يشكر الرئيس الأمريكي على "قيادته الوطنية" ويطلب رفع العقوبات وتخفيض الرسوم

في تطور مثير للجدل، عبّر الجنرال مين أونغ هلاينغ، قائد المجلس العسكري في ميانمار، عن “تقديره العميق” للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد تلقيه رسالة تهدد بفرض رسوم جمركية بنسبة 40% على صادرات بلاده، معتبرًا الرسالة “علامة على الاعتراف الأمريكي الأول بالحكم العسكري” منذ انقلابه في 2021.

 

رسالة ترامب: ضغوط جمركية تُقرأ كـ”اعتراف سياسي”

الرسالة التي أُرسلت ضمن دفعة شبه موحدة إلى قادة دول حول العالم هذا الأسبوع، جاءت في إطار حملة ترامب لفرض رسوم جمركية جديدة، واعتُبرت من قبل مراقبين – مثل ريتشارد هورسي، مستشار مجموعة الأزمات الدولية – “هدية دبلوماسية للنظام العسكري في نايبيداو”، كونها تمثل أول اعتراف علني من واشنطن بحكم هلاينغ.

 

الجنرال يُقارن بين بايدن وسو تشي

في رده، استغل الجنرال هلاينغ الفرصة لتكرار سرديته حول “تزوير الانتخابات” التي فاز بها حزب أونغ سان سو تشي في نوفمبر 2020، وقارنها بالانتخابات الأمريكية ذاتها التي شهدت فوز بايدن – وهي رواية تتماهى مع مزاعم ترامب حول “سرقة الانتخابات”.

 

رسالة تعاطف أم مناورة دعائية؟

اللافت أن هلاينغ وصف ترامب بأنه “وطني حقيقي” يقود بلاده نحو “الازدهار”، مثنيًا على قراراته بـ”تنظيم وسائل الإعلام وتمويلها”، في إشارة إلى خفض تمويل مؤسسات مثل “صوت أمريكا” و”راديو آسيا الحرة”، اللتين وثقتا انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان في ميانمار.

 

دعوة لخفض العقوبات مقابل خفض الرسوم

الجنرال العسكري، الذي يخضع لعقوبات أمريكية بسبب حملته ضد الروهينغا وانقلابه على حكومة مدنية، طالب ترامب بـ”إعادة النظر” في تلك العقوبات، مقترحًا فرض رسوم أقل على صادرات ميانمار (10%-20%)، مقابل إعفاءات على الواردات الأمريكية (0%-10%).

 

محاولة تطبيع عبر “الباب الخلفي”؟

يرى خبراء أن المجلس العسكري يحاول استغلال الرسالة – حتى لو كانت ذات طابع اقتصادي عام – لتحقيق اختراق سياسي، عبر تقديمها كاعتراف ضمني بشرعية النظام، ومحاولة فتح قنوات تواصل مع واشنطن بعيدًا عن القنوات الدبلوماسية الرسمية.

 

واشنطن الرسمية تلتزم الصمت

حتى اللحظة، لم يصدر أي تعليق رسمي من وزارة الخارجية الأمريكية بشأن مضمون الرسالة أو الرد الميانماري، فيما تؤكد السياسة الأمريكية المعلنة استمرار عدم الاعتراف بالانقلابيين أو التواصل معهم.

اقرأ أيضاً ديون متراكمة وصمت سياسي: بريطانيا تواجه أزمة مالية وجودية خطيرة

صدى دولي محدود مقارنةً بآخرين

يشير ريتشارد هورسي إلى أن خطاب هلاينغ بدا “متواضعًا ودون تأثير” بالمقارنة مع رسائل تلقتها واشنطن من دول مثل باكستان أو إسرائيل، مما يحدّ من فرص تحقيق اختراق سياسي فعلي للجنرال الميانماري عبر هذه الرسالة.

رحمة حسين

رحمة حسين صحفية ومترجمة لغة فرنسية، تخرجت في كلية الآداب قسم اللغة الفرنسية وآدابها بجامعة عين شمس. تعمل في مجال الصحافة الثقافية والاجتماعية، إلى جانب عملها في الترجمة من الفرنسية إلى العربية. تهتم بقضايا حقوق الإنسان وحقوق المرأة، ولها كتابات مؤثرة في هذا المجال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى