في سياق تنفيذ توجيهات رئيس الجمهورية لتحويل مصر إلى مركز إقليمي للنقل واللوجستيات وتجارة الترانزيت، ومتابعة التقدم في مشروع الممر اللوجيستي المتكامل “السخنة – الدخيلة”، قام نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة بجولة تفقدية موسعة بمشروعات مينائي الإسكندرية والدخيلة.

ويمثل تحويل مصر إلى مركز إقليمي للنقل واللوجستيات وتجارة الترانزيت خطوة محورية لدعم الاقتصاد الوطني وزيادة الدخل القومي، نظراً لما تملكه مصر من موقع جغرافي فريد يربط بين القارات الثلاث، ومع ذلك، تواجه الدولة العديد من التحديات التي تشمل الحاجة إلى تحسين البنية التحتية اللوجستية، جذب استثمارات إضافية، والتعامل مع المنافسة الإقليمية المتزايدة.

و في هذا السياق، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يلعب دوراً مهماً في تحسين كفاءة سلاسل التوريد، تطوير الموانئ الذكية، وتقديم حلول متقدمة لأنظمة النقل الذكية، مما يسهم في تحقيق هذه الأهداف بشكل أسرع وأكثر دقة.

أقرا أيضا

شراكه بحرية استراتيجية: كيف تعزز الهند والولايات المتحدة تعاونهما البحري في مواجهة الصين ؟

أهمية استراتيجية تحويل مصر لمركز لوجستي 

وسلط الدكتور أحمد البلتاجي، الباحث الاقتصادي، الضوء على أهمية هذه الاستراتيجية في حديثه مع “العالم في دقائق”، مشيراً إلى عدد من النقاط الأساسية:

– الموقع الجغرافي الاستثنائي الذي يجعل مصر محوراً رئيسياً للتجارة الدولية بفضل الربط بين أفريقيا، آسيا، وأوروبا.
– زيادة عائدات النقل واللوجستيات كمحفز قوي للنمو الاقتصادي وفرص التشغيل الجديدة.
– القدرة على جذب الاستثمارات العالمية من خلال تطوير الموانئ والمناطق اللوجستية، مما يدعو الشركات الكبرى للعمل في السوق المصرية.
– تعزيز الحركة التجارية بين الدول الأفريقية، العربية والأوروبية، مما يؤدي إلى مزيد من التكامل الإقليمي.

عدداً من العقبات التي قد تعيق تنفيذ الخطة الاستراتيجية

وأوضح أن رغم هذه الفرص الواعدة، تواجه مصر عدداً من العقبات التي قد تعيق تنفيذ الخطة الاستراتيجية 2025/2030، ومنها:

– الحاجة الملحة لتطوير البنية التحتية في الموانئ والطرق لمواكبة الزيادة المتوقعة في حركة الشحن.
– المنافسة الإقليمية القوية مع دول مثل السعودية والإمارات التي تمتلك مشروعات مشابهة لتعزيز مكانتها في النقل والخدمات اللوجستية.
– الإجراءات البيروقراطية التي قد تؤخر إنجاز المشروعات وتحد من فعاليتها.
– التحديات الأمنية، خصوصاً في المناطق الحدودية أو بالقرب من الممرات البحرية الحيوية.

أهمية دور التكنولوجيا الحديثة داخل الموانئ المصرية

وختم حديثه بأهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي في تخطي تلك العقبات وتعزيز الكفاءة:

– استخدام أنظمة الموانئ الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتسريع عمليات الشحن والتفريغ وتقليل التكاليف.
– الاستفادة من البيانات الضخمة لتحسين تخطيط الطرق وتوزيع البضائع بشكل أكثر دقة.
– تطوير أنظمة النقل الذاتي، مثل الشاحنات ذاتية القيادة، لزيادة الكفاءة في نقل البضائع.
– تعزيز إدارة المخزون بواسطة الروبوتات والذكاء الاصطناعي داخل المستودعات لتحسين الإنتاجية وتقليل الأخطاء.

وتحقيق هذا التحول الاستراتيجي سيضع مصر في موقع قيادي على مستوى المنطقة والعالم في مجال النقل واللوجستيات، مما يساهم بشكل مباشر في دعم التنمية الاقتصادية المستدامة.

أقرا أيضا

تصعيد تجاري جديد من ترامب ضد البرازيل: رسوم جمركية بـ50% بسبب محاكمة بولسونارو وتهديدات للاقتصاد العالمي