ترامب يواجه انتقادات حادة مع خطط لنشر الحرس الوطني في شيكاغو

أكد مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية أن البنتاغون يضع خططاً لنشر قوات من الحرس الوطني في مدينة شيكاغو، في خطوة وصفتها المعارضة الديمقراطية بأنها انتهاك صارخ للدستور ومحاولة سياسية لصرف الانتباه عن إخفاقات إدارة دونالد ترامب.
وقال المسؤول، في تصريحات لقناة ABC News، إن الوزارة تعمل بشكل مستمر على خطط مع الوكالات الفيدرالية الأخرى “لحماية الأصول والموظفين”، لكنه رفض الخوض في تفاصيل العمليات المقبلة.
اتهامات بافتعال أزمة
هاكيم جيفريز، زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب، اتهم ترامب خلال مقابلة مع CNN بأنه “افتعل أزمة” لتبرير نشر قوات اتحادية في شيكاغو، بعد أن سبق وأرسل قوات إلى لوس أنجلوس وواشنطن. وقال: “ترامب يلعب بحياة الأميركيين في محاولة لصناعة أزمة وصرف الأنظار لأنه غير محبوب شعبياً”.
رفض محلي
حاكم ولاية إلينوي، جيه بي بريتزكر، ورئيس بلدية شيكاغو، براندون جونسون، أعلنا رفضهما لأي تدخل فيدرالي غير مصرح به. بريتزكر شدد على أن الولاية “لم تتلق أي طلبات مساعدة، ولم تقدم أي طلب رسمي للتدخل”. أما جونسون فاعتبر الخطوة “أكبر انتهاك دستوري في القرن الحادي والعشرين”، مشيراً إلى أن حوادث إطلاق النار في المدينة انخفضت بنسبة تقارب 40% خلال العام الماضي.
دوافع سياسية؟
البيت الأبيض يدافع عن الخطة باعتبارها ضرورية للتعامل مع الجريمة والهجرة غير النظامية، فيما يشير مراقبون إلى أن اختيار مدن كشيكاغو ونيويورك وواشنطن – ذات الأغلبية الديمقراطية وتدار من قبل رؤساء بلديات من أصول إفريقية – يعكس دوافع سياسية وانتقائية في تطبيق القانون.
الديمقراطي البارز رام إيمانويل، العمدة السابق لشيكاغو وكبير موظفي البيت الأبيض الأسبق، قال إن ترامب “لم يستخدم القوات الأميركية إلا داخل المدن الأميركية، ولم يرسلها قط إلى الخارج”، مضيفاً أن الرئيس يسعى إلى “التعامل مع شيكاغو كمدينة محتلة بدلاً من أن يكون شريكاً في تحسين الأمن العام”.
خلفية
عادة ما تكون قوات الحرس الوطني تحت سلطة حكام الولايات، ولا تُفدرل إلا في حالة الطوارئ الوطنية أو بناءً على طلب من الحاكم. لكن إدارة ترامب اتخذت خطوات لتوسيع صلاحياتها، حيث أُعلن الأسبوع الماضي عن إمكانية تعبئة 1,700 عنصر من الحرس في 19 ولاية، معظمها جمهورية، لتقديم دعم لوجستي وإداري لوكالة الهجرة والجمارك (ICE).
معظم الأرقام الرسمية تظهر أن معدلات الجريمة العنيفة في شيكاغو وواشنطن قد تراجعت بشكل ملحوظ، ما يثير تساؤلات حول دوافع ترامب، خاصة مع استمراره في تصوير المدن الديمقراطية على أنها “فوضوية” ويحتاج سكانها إلى تدخل فيدرالي مباشر.