عربي وعالمي

الجيش اللبناني يستلم دفعة جديدة من السلاح من مخيمات جنوب الليطاني

أعلن الجيش اللبناني، في بيان رسمي، أنه استلم كميات جديدة من الأسلحة والذخائر من عدد من المخيمات الفلسطينية الواقعة في منطقة جنوب الليطاني، وذلك في إطار تنفيذ قرار السلطة السياسية بسحب السلاح من تلك المخيمات بالتنسيق الكامل مع الجهات الفلسطينية المعنية.

وأكد الجيش أن العملية تأتي استكمالاً لخطة تدريجية بدأت منذ أشهر، وتستهدف تعزيز الاستقرار الداخلي، وإنهاء ظاهرة السلاح غير الشرعي داخل الأراضي اللبنانية، لا سيما في المناطق الحساسة أمنيًا.

تسلم أسلحة من مخيمات الرشيدية والبص وبرج الشمالي

ووفق البيان، فقد شملت العملية الأخيرة مخيمات الرشيدية، البص، وبرج الشمالي في مدينة صور جنوب لبنان، حيث تم تسليم كميات من الأسلحة المختلفة، من بينها قذائف صاروخية، بنادق آلية، ذخائر متنوعة، وعتاد حربي.

وأشار الجيش إلى أن الأسلحة المستلمة تم تسليمها إلى الوحدات المختصة التي تولّت تصنيفها وتوثيقها، تمهيدًا لنقلها إلى مستودعات آمنة. كما أكد أن عملية التسليم ستتواصل على مراحل في الأيام والأسابيع المقبلة، بحسب الخطة الموضوعة وبالتنسيق مع الفصائل الفلسطينية في لبنان.

تنسيق لبناني فلسطيني لتنفيذ القرار

وبحسب مصادر أمنية، فقد جرى تنفيذ هذه الخطوة بالتنسيق الكامل مع القيادات الفلسطينية السياسية والأمنية في الجنوب، وسط أجواء إيجابية وموافقة مبدئية من معظم الفصائل، خصوصًا تلك المنضوية في إطار “منظمة التحرير الفلسطينية”.

ويُعتبر هذا التنسيق محورياً في نجاح عملية سحب السلاح، التي طالما كانت موضع خلاف داخلي لبناني، لا سيما في ظل حساسية المخيمات الفلسطينية أمنياً وسياسياً.

أكبر عملية جمع سلاح منذ نهاية الحرب الأهلية

في هذا السياق، أكدت مصادر لبنانية مطّلعة لقناة “العربية/الحدث”، أن الجيش اللبناني نفذ خلال اليومين الماضيين أكبر عملية جمع سلاح في المخيمات منذ نهاية الحرب الأهلية اللبنانية عام 1990.

وأضافت المصادر أن العملية غير مسبوقة من حيث الحجم والتنفيذ السلس، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار خطة أوسع لإعادة فرض سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية، ومنع استخدام المخيمات كمنصات لأي صراع مسلح داخلي أو خارجي.

خلفية القرار ودوافع الحكومة اللبنانية

وكانت الحكومة اللبنانية قد أقرت في وقت سابق خطة لسحب السلاح من المخيمات الفلسطينية، بعد تزايد الحوادث الأمنية داخل بعض المخيمات، وارتفاع منسوب القلق من تفجّر الوضع في مناطق الجنوب على خلفيات داخلية أو إقليمية.

وترى السلطة السياسية أن حصر السلاح بيد الدولة يمثل أولوية استراتيجية لإعادة الاستقرار وضبط الأمن، خاصة في ظل الوضع الاقتصادي المتدهور، والتحديات المتعددة التي تواجه البلاد.

ردود فعل أولية وتوقعات مستقبلية

حتى الآن، لم تسجَّل اعتراضات علنية من الفصائل الفلسطينية على هذه الخطوة، بل لوحظ وجود تجاوب لافت من بعض القوى الفلسطينية، التي أبدت استعدادها للتعاون ضمن ما وصفته بـ”الحفاظ على الأمن والاستقرار في لبنان ومخيماته”.

ويتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة استكمال عمليات التسليم في مخيمات أخرى، منها عين الحلوة والميّة وميّة وصبرا وشاتيلا، وسط مراقبة دقيقة من الجهات الأمنية اللبنانية، ودعم من بعض القوى الإقليمية المهتمة بملف اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.

خاتمة

تعكس عملية سحب السلاح من المخيمات الفلسطينية خطوة مهمة على طريق تعزيز سيادة الدولة اللبنانية وضبط الأمن الداخلي، لكنها تظل مرتبطة بإرادة سياسية مستدامة وتعاون فلسطيني فعلي، إلى جانب متابعة دولية حذرة لهذا التحول الأمني الكبير في جنوب لبنان.

اقرأ أيضاً:

عبد العاطي يشيد بالعلاقات التاريخية بين مصر واليونان

يارا حمادة

يارا حمادة صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى