عرب وعالم

تصريحات رسمية تؤكد استعداد الأوروبيين لمواصلة دعم كييف في مواجهة التهديدات الروسية.

أعلنت الرئاسة الفرنسية، يوم الثلاثاء، أن الدول الأوروبية ستجدد خلال اجتماع قادة بعض الدول في قصر الإليزيه، وبمشاركة عبر الفيديو يوم الخميس، استعدادها لتقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي المستمر منذ فبراير 2022. وتأتي هذه التصريحات في ظل حالة من الترقب بشأن موقف الولايات المتحدة ودورها في دعم هذا التوجه الأوروبي.

تصريحات رسمية تعكس موقفًا سياسيًا متماسكًا

نقل مستشار للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الرسالة الأساسية التي ستُنقل خلال الاجتماع المرتقب هي أن الأوروبيين “ليسوا راغبين وقادرين فقط، بل هم جاهزون” لتقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا. وأضاف أن النقاشات ستركز على تأكيد أن ما يُعرف بـ”تحالف الراغبين” يحظى بدعم أمريكي لضمان أمن أوكرانيا على المدى المتوسط والطويل.

هذه التصريحات تؤكد رغبة باريس في إظهار قيادة أوروبية نشطة في ظل الغموض الذي يلف مستقبل الدعم الأمريكي لكييف، لا سيما مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2024 وتصاعد الأصوات الداعية لتقليص الانخراط الأميركي في النزاع.

ما المقصود بالضمانات الأمنية؟

من المهم التوضيح أن “الضمانات الأمنية” التي يُتحدث عنها لا تعني انضمام أوكرانيا الفوري إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بل تشير إلى ترتيبات ثنائية أو متعددة الأطراف، تتضمن تدريب القوات الأوكرانية، تزويدها بأسلحة متقدمة، تبادل المعلومات الاستخباراتية، ودعم مالي وتقني يعزز قدراتها الدفاعية.

كانت بعض الدول الغربية، مثل بريطانيا وألمانيا، قد وقعت بالفعل اتفاقيات مماثلة مع أوكرانيا، تنص على تقديم دعم طويل الأمد، ما يشير إلى نمط متكرر تتبعه العواصم الأوروبية في ظل تعثر ضم أوكرانيا إلى الناتو رسميًا

التحالف الأوروبي ينتظر دعمًا أمريكيًا واضحًا

التصريحات الفرنسية تؤكد أن هذا التحرك الأوروبي لا يتم بمعزل عن واشنطن، بل يُنتظر منه أن يحظى بـ”دعم ملموس” من الإدارة الأمريكية. إلا أن هذا الموقف يفتقر إلى التفاصيل: ما المقصود تحديدًا بالدعم؟ وهل سيكون ماليًا، سياسيًا، أم عسكريًا؟

المراقبون يرون أن أي التزام أوروبي بدون غطاء أو تنسيق أمريكي سيبقى محدود التأثير، نظرًا لحجم المساهمة الأميركية في المجهود الحربي الأوكراني منذ بداية الحرب.

عوائق سياسية داخل الاتحاد الأوروبي

ورغم الإجماع الظاهري، إلا أن بعض الدول الأوروبية، مثل المجر وسلوفاكيا، تعارض أي تصعيد في الدعم العسكري لأوكرانيا، ما يطرح تحديات أمام صياغة موقف موحد داخل الاتحاد الأوروبي.

لذلك، فإن صيغة “تحالف الراغبين” التي تستخدمها فرنسا تعبّر عن واقع عملي: دول تتحرك ضمن تحالف غير رسمي، خارج مؤسسات الاتحاد أو الناتو، لتجاوز الاعتراضات السياسية لبعض الأعضاء.

خاتمة: خطوة رمزية ذات أبعاد استراتيجية

بناءً على التصريحات الرسمية والتحليلات السياسية، يتبين أن ما تخطط له فرنسا وشركاؤها الأوروبيون يُمثل رسالة رمزية قوية موجهة إلى روسيا والعالم، مفادها أن دعم أوكرانيا لم يتراجع. لكنه، في الوقت ذاته، يسلّط الضوء على هشاشة الموقف الغربي في حال حدوث تغير في السياسة الأميركية.

يبقى أن نرى ما إذا كان الدعم الأمريكي “الملموس” سيتحقق، أم أن الأوروبيين سيُجبرون على تحمل العبء وحدهم في حال حدوث تحولات سياسية على ضفّة الأطلسي.

اقرأ أيضاً:

الكشف عن تاريخ إصدار وسعر لعبة ” Hollow Knight: Silksong’s”

يارا حمادة

يارا حمادة صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى