علوم وتكنولوجيا

وداعًا أمازون فريش.. تجربة التسوق بلا صناديق دفع تنتهي بالفشل في لندن

بعد أقل من خمس سنوات على إطلاقها، أعلنت شركة أمازون إغلاق جميع متاجر Amazon Fresh في لندن، البالغ عددها 19 متجرًا. الفكرة في بدايتها بدت ثورية: يدخل المتسوق إلى المتجر عبر تطبيقه على الهاتف، يلتقط ما يريد من سلع، ثم يخرج ببساطة بينما تُحسب المشتريات تلقائيًا عبر الذكاء الاصطناعي والكاميرات وأجهزة الاستشعار، ويُخصم المبلغ من حسابه مباشرة. لكن هذه التقنية، التي كان يفترض أن تكون مريحة وسلسة، تحولت إلى تجربة مربكة للكثيرين.

مشكلات عملية وتقنية

زوار المتاجر وصفوا شعورًا بالارتباك والقلق، إذ لم يكن واضحًا دائمًا كيف تتم عملية الدخول والخروج أو ما إذا كان النظام يسجّل السلع المُعادة إلى الرفوف بشكل صحيح. البعض تساءل: هل يمكن أن يفلت منتج صغير من أجهزة الاستشعار ويؤدي إلى اتهامهم بالسرقة؟ هذا الإحساس بالرقابة المفرطة جعل التسوق أشبه بمراقبة صارمة أكثر من كونه تجربة سهلة. إلى جانب ذلك، واجهت أمازون فريش مشكلات عملية أخرى، من اختيار مواقع المتاجر إلى صعوبة تمييز نفسها في سوق مزدحم بخيارات متنوعة.

فشل أنظمة دفع أخرى

حتى خبراء الاقتصاد أقرّوا أن التقنية “بدت دائمًا غريبة بعض الشيء”، خاصة في ظل فشل أنظمة دفع أخرى مثل “السيلف تشيك آوت” التي كثيرًا ما تعطلها رسائل مثل “عنصر غير معروف في منطقة الأكياس”. تجارب مماثلة في سلاسل كبرى عززت نفور المستهلكين من التقنية. فمثلاً، فرضت بعض المتاجر الكبرى أنظمة فحص الإيصالات عند الخروج، ما جعل رحلة شراء وجبة خفيفة أقرب إلى المرور عبر مطار مزدحم. وهكذا، لم تُترجم فكرة إلغاء الصناديق إلى راحة حقيقية، بل إلى توتر إضافي.

أهمية التفاعل البشري

ورغم أن بعض العلامات مثل “Uniqlo” نجحت في تقديم أنظمة دفع ذاتية مقبولة وفعّالة، فإن الكثير من المتسوقين ما زالوا يفضلون التفاعل البشري. جزء من متعة التسوق يكمن في المحادثات البسيطة مع البائعين أو مراقبة ما يضعه الآخرون في سلالهم أثناء الانتظار في الطابور. هذه اللمسات الاجتماعية، على بساطتها، تضفي بعدًا إنسانيًا يفتقده المتجر الخالي من الموظفين.

إغلاق أمازون فريش: حدود استعداد الناس للتخلي عن التفاعل البشري

إغلاق أمازون فريش لا يعكس فقط إخفاق تجربة تقنية بعينها، بل يسلط الضوء على حدود استعداد الناس للتخلي عن التفاعل البشري في حياتهم اليومية. في زمن يغزو فيه الذكاء الاصطناعي كل المجالات، يبدو أن المستهلكين ما زالوا يبحثون عن التوازن بين الراحة الرقمية والدفء الإنساني.

اقرا ايضا

البنتاجون يمول مشروعًا بـ13.6 مليون دولار لتطوير محرك طائرات بدون طيار عالي الكفاءة 

نيرة احمد

نيرة أحمد صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى