لمنع الحرب، بريطانيا يجب أن تستعد لها: استراتيجية الدفاع في عصر متغير

تواجه المملكة المتحدة، مثل غيرها من الدول، عالمًا متعدد الأقطاب مليئًا بالصراعات والمواجهة، ما يجعل تهديدات الأمن القومي أكثر تعقيدًا وخطورة. الكاتب ريتشارد بارونز، الجنرال المتقاعد والقائد السابق للقوات المشتركة البريطانية، يؤكد أن الاستعداد الدفاعي لم يعد خيارًا ثانويًا، بل ضرورة لضمان حماية البلاد وازدهارها.
تراجع الاستعداد خلال العقود الماضية
لفترة تزيد عن 30 عامًا بعد نهاية الحرب الباردة، شهدت القوات المسلحة والحكومة والمجتمع المدني والصناعة تراجعًا في جاهزية الدفاع، ما جعل البلاد أكثر عرضة لتهديدات محتملة تصل إلى مستوى الحرب على الأرض الوطنية. الاعتماد على قوات صغيرة محترفة في صراعات مثل العراق وأفغانستان لم يعد كافيًا أمام المخاطر الحالية.
مراجعة الدفاع الاستراتيجية 2025
تقدم مراجعة الدفاع الاستراتيجية التي أُعلن عنها في 2025 خطة لتحويل الدفاع البريطاني بأكبر نطاق منذ 150 عامًا، مع التركيز على تقنيات العصر الرقمي، وتنظيم القوات، وتطوير الصناعات الدفاعية والمهارات المرتبطة بها. تهدف الاستراتيجية إلى دعم الردع الجماعي مع الحلفاء، خصوصًا الناتو، مع تعزيز النمو الاقتصادي من خلال الابتكار التكنولوجي العسكري والمدني المزدوج الاستخدام.
التمويل والتحديات الاقتصادية
المستوى الحالي للإنفاق الدفاعي (~2٪ من الناتج المحلي الإجمالي) لا يكفي لتنفيذ التحول المقترح. مقارنةً بتكلفة الحرب المحتملة (~50٪ من الناتج المحلي)، فإن الاستثمار في الدفاع يبدو أقل تكلفة بكثير. ومع تقليص الدعم الأمريكي للأمن الأوروبي، يصبح تحرك بريطانيا لتحديث قدراتها الدفاعية أكثر إلحاحًا.
الشراكة بين الدولة والقطاع الخاص
نجاح المراجعة الدفاعية يعتمد على شراكة قوية بين وزارة الدفاع والصناعة والقطاع الخاص. على قادة الأعمال والخبراء توجيه مقترحاتهم مباشرة إلى أعلى المستويات في الوزارة والحكومة، لضمان استثمار الأموال العامة بشكل أكثر إنتاجية وجذب استثمارات خاصة ضخمة لتعزيز الابتكار العسكري.
تهديدات مستمرة ومتطورة
تتعرض بريطانيا يوميًا لهجمات منخفضة المستوى في الفضاء السيبراني واستهداف البنية التحتية الحيوية، مثل كابلات الإنترنت تحت البحر، مع وجود قدرات عسكرية متطورة لدى الخصوم يمكن أن تتحول بسرعة إلى تهديد مباشر.
التحرك الآن لتقليل المخاطر
بدء الحوار بين القطاع الخاص والحكومة الآن سيضمن قدرة المملكة المتحدة على التحرك بسرعة عند الحاجة، ويقلل من هشاشة البلاد أمام أي تهديد محتمل، ويعزز فرص حماية المدنيين والاقتصاد الوطني من الأضرار الكبيرة.