عرب وعالم

هجوم إسرائيل على قطر يهز الخليج ويعيد خلط الحسابات الإقليمية

أثار الهجوم الإسرائيلي على الدوحة صدمة عميقة في الخليج

حيث بات يُنظر إلى إسرائيل ليس فقط كعامل اضطراب في غزة، بل كمصدر تهديد مباشر للأمن الإقليمي. الضربة الصاروخية التي استهدفت مقرًا لقيادات “حماس” في حي راقٍ بالعاصمة القطرية لم تُسفر عن مقتل شخصيات بارزة في الحركة، لكنها خلّفت ستة قتلى مدنيين ورسالة سياسية قاسية: إسرائيل باتت مستعدة لتوسيع نطاق عملياتها إلى قلب دول الخليج، حتى تلك التي لعبت دور الوسيط بين أطراف النزاع.

 

في العلن، برر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو العملية باعتبارها امتدادًا لمعركة القضاء على “حماس”، لكن منتقديه رأوا فيها دليلاً إضافيًا على تفضيله منطق القوة على حساب الدبلوماسية. فإلى جانب تعثر جهود التهدئة وتراجع فرص استعادة الأسرى الإسرائيليين، أفرزت الضربة تآكلًا في ثقة قطر بدورها كوسيط، وتراجعًا في الاستعداد الخليجي للتعاون مع إسرائيل سياسيًا أو أمنيًا.

 

ردود الفعل الإقليمية لم تتأخر.

السعودية والإمارات سارعتا إلى إدانة الهجوم ووصفتاه بـ”الخيانة” و”العمل الجبان”، لكن الدوحة باتت تبحث عن ما هو أبعد من بيانات التضامن، حيث تُطرح لأول مرة مطالبات بتجميد أو حتى قطع العلاقات مع تل أبيب. وفي الرياض، يسود ارتياح حذر لقرارها السابق برفض الضغوط الأمريكية للتطبيع مع إسرائيل، بينما تجد أبوظبي نفسها في موقف حرج بعد سنوات من الشراكة المتنامية مع تل أبيب، وصلت مؤخرًا إلى إلغاء المشاركة الإسرائيلية في معرض دبي للطيران.

 

المعادلة الجديدة تجعل إسرائيل في مواجهة معضلة

عميقة: فهي تسعى إلى ترسيخ “حصنها العسكري” عبر ضربات استباقية، لكنها تخسر في المقابل فرص الاندماج الإقليمي الذي راهنت عليه اتفاقات “أبراهام”. الأخطر أن هذه السياسات تُظهر إسرائيل كقوة مزعزعة للاستقرار، في وقت تحتاج فيه دول الخليج إلى بيئة آمنة لاستكمال مشروعاتها الاقتصادية العملاقة.

 

أما واشنطن

الحليف التقليدي للمنطقة، فتبدو عاجزة أو غير راغبة في كبح جماح نتنياهو. الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعرب عن “انزعاجه” من الهجوم وطمأن قطر بأنه لن يتكرر، لكن المسؤولين الإسرائيليين لم يترددوا في التلويح بمحاولات مشابهة مستقبلًا. هذا التناقض يُقوّض صورة الولايات المتحدة كضامن أمني موثوق ويغذّي النقاش في الخليج حول ضرورة تنويع التحالفات وربما تقليص الاعتماد على المظلة الأمريكية.

 

إلى جانب ذلك

لجأت قطر إلى الأمم المتحدة وطرحت فكرة ملاحقة إسرائيل قضائيًا أمام محكمة العدل الدولية، في خطوة قد تعمّق عزلة تل أبيب دبلوماسيًا. لكن الأثر الأهم يتمثل في اهتزاز الأسس التي قامت عليها معادلات الأمن في الخليج: إسرائيل التي قُدمت كحليف استراتيجي محتمل، أصبحت الآن تُرى كعامل تهديد مباشر.

 

بهذا المعنى

يمكن القول إن الهجوم لم يستهدف الدوحة وحدها، بل ضرب في عمق النظام الإقليمي، محدثًا شرخًا في الثقة بين الخليج وواشنطن، ومؤكدًا أن السياسات الإسرائيلية الراهنة قد تكون وصفة لاستراتيجية فشل شاملة.

اقراء أيضاً: 

 

ما هو سعر الريال السعودي اليوم في بنك مصر؟.. أسعار البيع والشراء في مستهل الأسبوع بالبنوك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى