توصلت الصين والولايات المتحدة إلى اتفاق مبدئي يقضي بانتقال تطبيق تيك توك إلى ملكية أمريكية، بعد يومين من المفاوضات المكثفة في مدريد. وأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن هذا التفاهم يستجيب لرغبة الشباب الأمريكيين في الاحتفاظ بالتطبيق الذي يحظى بشعبية جارفة. ومن المقرر أن يتم استكمال الاتفاق يوم الجمعة المقبل خلال مكالمة مرتقبة بين ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ، وسط ترقب عالمي لنتائج هذه التسوية التي جاءت بعد أشهر من التوتر المتصاعد حول مستقبل المنصة.
تصريحات أمريكية تكشف ملامح الاتفاق
أعلن ترامب عبر منصته “تروث سوشيال” أن المحادثات التجارية مع الصين “جرت بشكل رائع”، مشيرًا إلى أن هناك اتفاقًا بشأن شركة يفضلها الشباب الأمريكيون. وفي مدريد، أكد وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت أن الاتفاق يتضمن انتقال ملكية تيك توك إلى طرف أمريكي، دون كشف تفاصيل إضافية، موضحًا أن المكالمة بين الزعيمين ستحدد صيغة الترتيب النهائي.
تهديد الحظر والسباق ضد الزمن
يأتي هذا الاتفاق في وقت يواجه فيه تيك توك خطر الحظر في الولايات المتحدة بحلول 17 سبتمبر، وفق قانون أقره الكونغرس عام 2024. وينص القانون على ضرورة بيع التطبيق إلى طرف غير صيني لتجنب منعه نهائيًا. وقد جرى تمديد المهلة عدة مرات بقرار من ترامب، في محاولة لإعطاء فرصة للتوصل إلى حل وسط يضمن استمرار المنصة وحماية بيانات المستخدمين الأمريكيين.
مخاوف أمنية وراء التشدد الأمريكي
تستند المطالب الأمريكية ببيع تيك توك إلى مخاوف من إمكانية وصول السلطات الصينية لبيانات المستخدمين الأمريكيين، أو التأثير على الرأي العام عبر خوارزمياته. ورغم عدم تقديم أدلة قاطعة على هذه المخاوف، فإنها شكلت محور الضغط السياسي والاقتصادي على شركة “بايت دانس” المالكة للتطبيق. وحتى الآن، لم توافق الشركة ولا السلطات الصينية على إتمام عملية البيع.
مدريد محطة جديدة في المفاوضات
احتضنت مدريد جولة المفاوضات الأخيرة بين الجانبين بعد محادثات سابقة في جنيف وستوكهولم ولندن. وقد قاد سكوت بيسنت الوفد الأمريكي بينما ترأس نائب رئيس الوزراء الصيني، خه ليفنغ، الوفد الصيني. ورغم تحفظ بكين في التصريحات الرسمية، أشار بيسنت إلى “محادثات مثمرة” تركزت بشكل أساسي على مستقبل تيك توك، مع التأكيد على أن جولات جديدة من الحوار ستجري خلال الأسابيع المقبلة.
تصعيد صيني ضد شركات أمريكية
ورغم هذا التقارب بشأن تيك توك، أعلنت بكين فتح تحقيق ضد شركة “نفيديا” الأمريكية بدعوى مخالفة قوانين مكافحة الاحتكار، دون الكشف عن تفاصيل. وجاءت هذه الخطوة عقب إطلاق الصين سلسلة من التحقيقات في قطاع أشباه الموصلات الأمريكي، مما يعكس أن الخلافات التجارية بين البلدين لا تزال قائمة، وأن التفاهم حول تيك توك قد لا يكون كافيًا لتخفيف كل جوانب التوتر.
مستقبل العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين
شهد عام 2025 تصاعدًا غير مسبوق في التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين، مع مضاعفة الرسوم الجمركية ثلاث مرات، ما أضر بسلاسل التوريد العالمية. وفي محاولة لاحتواء الأزمة، اتفقت واشنطن وبكين على خفض مؤقت للرسوم الجمركية، كما قررتا تأجيل زيادات إضافية حتى نوفمبر. وبينما يمثل اتفاق تيك توك خطوة إيجابية، يبقى مستقبل العلاقات بين البلدين رهينًا بقدرة الطرفين على التوصل إلى حلول أكثر شمولًا.
اقرأ أيضاً
الأمم المتحدة تتبنى إعلاناً يدعم دولة فلسطينية دون حركة حماس
