“الحرب في أوكرانيا: سبع سنوات من الرعب والروتين والأمل المتواصل للناس”

غالبًا ما يتصور الناس الحرب من خلال الصور المألوفة في الأفلام: دبابات، جنود، انفجارات، ودموع. لكن الواقع مختلف تمامًا، فهو خليط بين الرعب والروتين، حيث يحاول من يبقون قرب الجبهة الحفاظ على حياة عادية وسط الانهيار.

حلم العودة المستحيلة
إيلينا ليبيديفا، من قرية أوبتنه قرب دونيتسك، تقول إنها تحلم مرارًا بالعودة إلى منزلها، لكنها دائمًا ما تواجه حواجز وعقبات في الطريق. بعد إصابتها بشظايا عام 2022، اضطرت للانتقال مع زوجها إلى مدينة كريفي ريه، لكنها ما زالت تحمل قريتها في قلبها.

مصائر مأساوية للجيران
تسرد ليبيديفا قصص من بقوا في أوبتنه: جار مسن تُرك ميتًا في قبو بيته المدمر حتى التهمت الجرذان يديه، وثلاثة أشخاص قُتلوا على مقعد أمام منزلهم بقذيفة هاون، فاضطر السكان إلى جمع أشلائهم في أكياس بلاستيكية.

الحياة بين القذائف
منذ عام 2014، عاش سكان القرية في عزلة تامة: بلا كهرباء أو مياه أو خدمات، والطريق الوحيد إليها يمر عبر حقل ألغام. رغم ذلك، قاومت ليبيديفا وزوجها، يجلبان المؤن بسيارتهم الصفراء ويعتنيان بالمسنين.

روتين وسط الخطر
الحياة في دونباس لم تتوقف كليًا رغم القصف. أولكسندر دوكالينكو، موظف في شركة المياه بأفدييفكا، واصل عمله اليومي رغم القذائف. كان يسير 500 متر إلى مقر عمله، يتوقف عند كل صافرة، يختبئ، ثم يكمل طريقه.

التفاصيل الصغيرة للحرب
الحرب ليست دائمًا مشاهد مروعة. أحيانًا تكشفها تفاصيل بسيطة: شريط لاصق على نافذة، شارع خالٍ بشكل غير طبيعي، أو امرأة تسقي حديقتها بجانب بيت مهدّم. إنها ملامح حياة طبيعية وسط كارثة غير طبيعية.

أسر متصدعة
أولغا غرينيك من أفدييفكا تعيش اليوم في كوخ مهدم بلا كهرباء ولا ماء مع طفليها، بينما زوجها يخدم في الجيش. تقول إن زياراته القصيرة أشبه باللحظات المسروقة، فيما تحاول بصعوبة الحفاظ على حياتهم اليومية.

الاثر النفسي والاجتماعي
الحرب تحوّل الناس: أولغا التي كانت هادئة قبل الغزو، أصبحت مثقلة بالقلق واليأس. الأطفال يستحمون في أوعية بلاستيكية بالماء البارد، والنوافذ تُغطى بأكياس بلاستيكية بدل الزجاج. حتى الأعمال البسيطة كقطع الحطب أصبحت عبئًا ثقيلًا.

الطبيعة الجريحة
حتى البيئة لم تسلم. سيرهي ليمانسكِي، حارس محمية نباتية فريدة، فقد منزله وابنه أصيب بجروح بالغة. المحمية التي تضم أكثر من 500 نوع نادر دُمّرت بالقذائف والخنادق، ما اعتبره خسارة شخصية وبيئية لا تعوض.

الحياة تستمر رغم كل شيء
من قصص ليبيديفا ودوكالينكو وغرينيك، يظهر أن الحرب ليست فقط عنفًا وقتلًا، بل أيضًا محاولات يومية للحفاظ على الروتين. تغيير الملاءات، غسل الأطباق، أو الذهاب للعمل، تصبح جميعها أفعال مقاومة وصمود في وجه الخراب.
