فايننشال تايمز: أوكرانيا تسابق الزمن لاعتراض الطائرات المسيّرة الروسية

في مواجهة وابل الطائرات الانتحارية الروسية، تسابق أوكرانيا الزمن لتطوير ونشر جيل جديد من الدرونات الاعتراضية، مثل الطائرة “Sting” القادرة على التحليق بسرعة تتجاوز 315 كم/ساعة والانفجار لحظة الاصطدام. هذه التقنية التي ابتكرتها شركات دفاع محلية في أشهر قليلة فقط، أصبحت تمثل نموذجًا لكيفية سد الفجوة بين الدفاعات الصاروخية باهظة الثمن والمدافع المضادة للطائرات محدودة المدى.
الابتكار تحت الضغط
شركات مثل Wild Hornets تؤكد أن طائرتها “Sting” أسقطت أكثر من 600 مسيّرة معادية خلال خمسة أشهر.
تكلفة اعتراض مسيّرة روسية (يُقدر ثمنها بـ 35 ألف دولار) بصاروخ أمريكي مثل AIM-9X تتجاوز مليون دولار، بينما لا تتعدى كلفة “Sting” 2100 دولار.
لتأمين الأجواء، تحتاج أوكرانيا يوميًا إلى نحو 2500 درون اعتراضي. الحكومة أعلنت أن الإنتاج سيصل قريبًا إلى ألف درون يوميًا.
أوروبا أمام ثغرات خطيرة
الهجمات الروسية الأخيرة على بولندا والدنمارك أبرزت هشاشة دفاعات الناتو. إسقاط أربعة مسيّرات فقط كلّف الاتحاد الأوروبي صواريخ باهظة الثمن.
الاهتمام الأوروبي يتجه الآن نحو الحلول الأوكرانية الأرخص والأكثر مرونة، ضمن خطط لإنشاء “جدار من الدرونات” على الحدود الشرقية.
التحديات القادمة
التكتيكات الروسية تتطور: المسيّرات النفاثة الأسرع تمثل التهديد الجديد.
الأتمتة مطلوبة: شركات مثل Tytan Technologies تختبر أنظمة اعتراض ذاتية التشغيل بالكامل لتقليل الاعتماد على المشغلين البشريين.
التطوير المستمر: الشركات الأوكرانية تحذر من أن شراء الحكومات الأوروبية لكميات ضخمة مسبقًا غير مجدٍ، إذ قد تصبح التكنولوجيا قديمة خلال أشهر.
أثبتت أوكرانيا أن الدفاع الجوي في عصر الطائرات المسيّرة ليس مجرد سباق صواريخ، بل معركة اقتصاد وسرعة ابتكار. التجربة الأوكرانية قد تتحول إلى حجر الزاوية في بناء منظومات دفاعية أوروبية أكثر مرونة، لكن السباق مع الزمن ما زال مفتوحًا.