هيثم حسين.. رائد النهضة الصناعية الثانية بروح عابرة للقارات

كتبت/ فاطمه يونس
يقف المهندس هيثم حسين اليوم كواحد من أبرز رواد الصناعة في مصر والعالم العربي، بعدما أسس منظومة اقتصادية متكاملة تسعى لإطلاق نهضة صناعية ثانية على خطى رائد الصناعة الوطنية الدكتور عزيز صدقي.
وخلال 16 عامًا فقط، نجح حسين في تشغيل أكثر من 20 ألف شاب داخل مشروعاته، واضعًا هدفًا استراتيجيًا لتأهيل وتشغيل مليون كادر صناعي باعتبارهم شركاء نجاح في رحلة التنمية.
من عزيز صدقي إلى هيثم حسين
عندما نتأمل سيرة الدكتور عزيز صدقي، أول وزير للصناعة ورئيس وزراء مصر الأسبق، ندرك أنه لم يكن مجرد وزير، بل “أبوالصناعة المصرية” كما لقبه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. فقد ارتبط اسمه بمشروعات كبرى مثل الحديد والصلب والغزل والنسيج، وأسّس مجمعات صناعية ضخمة وفرت آلاف الوظائف، ورسّخت لاقتصاد وطني مستقل.
اليوم، يسير هيثم حسين على نفس النهج، لكنه يقدم نموذجًا عصريًا مواكبًا لروح القرن الحادي والعشرين. فمشروعه “مجمع عمال مصر” لم يعد مجرد منصة للتشغيل، بل أصبح كيانًا صناعيًا–تعليميًا–تنمويًا ينقل الخبرة، ويبني الإنسان، ويربط مصر بالعالم عبر شبكة شراكات استراتيجية.
شراكات دولية ممتدة
انطلقت رحلة هيثم حسين من بروتوكولات تعاون عربية وإفريقية، ثم امتدت إلى أوروبا وآسيا وأمريكا. ومن أبرز الاتفاقيات:
ليبيا: بروتوكول مع وزارة العمل لتشغيل العمالة المصرية وتدريب طلاب وزارة الداخلية على الأمن السيبراني.
الخليج العربي: شراكات مع الإمارات، السعودية، قطر، الكويت، والبحرين في مجالات التدريب وريادة الأعمال.
أوروبا: تعاون مع ألمانيا في التكنولوجيا، إيطاليا في التصنيع الغذائي، فرنسا في التدريب الفني، والمملكة المتحدة في التعليم الصناعي والأمن السيبراني.
آسيا: بروتوكولات مع كوريا الجنوبية في الإلكترونيات والسيارات، الصين في الطاقة والصناعات الخفيفة، الهند في الدواء والبرمجيات، إضافة إلى ماليزيا وباكستان وتركيا.
إفريقيا: اتفاقيات مع السودان وغانا ونيجيريا وإثيوبيا في مجالات الزراعة والطاقة والصناعات الغذائية.
الولايات المتحدة: تعاون في الابتكار وريادة الأعمال.
هذه الشبكة الواسعة جعلت من مجمع عمال مصر منصة دولية للحوار الصناعي والاقتصادي، وليست مجرد مؤسسة محلية.
مشروعات كبرى
لم تقتصر إنجازات حسين على الأوراق، بل تحولت إلى مشروعات عملاقة، أبرزها:
مدينة أشجار مصر المستدامة: أول مدينة استثمارية–بيئية تجمع بين الصناعة والتنمية المستدامة.
مدينة دواجن مصر: مشروع بمليارات الجنيهات لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الثروة الداجنة.
تطبيق ميركاتو للصناعة: منصة إلكترونية لدعم التصدير والتسويق الصناعي.
شراكات مع الأكاديمية العسكرية لتدريب الكوادر في الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي.
جوائز وتكريمات
نال حسين تقديرًا واسعًا على المستويين المحلي والدولي، أبرزها:
جائزة أفضل رائد أعمال في الوطن العربي من حكومة الإمارات (2024).
تكريم رسمي من حكومة دبي عن مشروعاته الرائدة مثل “أشجار مصر” و”دواجن مصر”.
دور اجتماعي وإنساني
لم تغب المسؤولية المجتمعية عن مسيرة هيثم حسين، حيث قدّم تبرعات بملايين الجنيهات لمشروعات تنموية وخيرية، منها:
دعم مستشفى الناس للأطفال ومستشفى السرطان.
المساهمة في تطوير طرق وجمعيات خيرية بمحافظة الفيوم.
افتتاح مسجد داخل مجمع عمال مصر.
قدواته الملهمة
يستلهم حسين مسيرته من رموز اقتصادية كبرى مثل:
الدكتور إبراهيم الفقي في مجال التنمية البشرية.
محمود العربي مؤسس مصانع توشيبا العربي.
الدكتور عزيز صدقي مؤسس الصناعة الوطنية.
مهاتير محمد مهندس النهضة الاقتصادية الماليزية.
من “أبو الصناعة” إلى “رائد النهضة الثانية”
إذا كان عزيز صدقي قد أسّس الصناعة الوطنية، فإن هيثم حسين يمثل جيل النهضة الصناعية الثانية، جيل يفتح أبواب الصناعة المصرية على العالم عبر التعاون الدولي، وتصدير العقول والطاقات، وتوسيع قاعدة الكفاءات.
وبينما ارتبط صدقي باللقب التاريخي “أبو الصناعة المصرية”، فإن حسين يستحق اليوم لقب “رائد النهضة الصناعية الثانية”.