الاقتصاد

فايننشال تايمز: تراجع الدولار يعيد تشكيل أسواق الأسهم الأمريكية

نشرت صحيفة فايننشال تايمز تقريرًا جديدًا يوضح أن تراجع الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوياته منذ أوائل الألفية قد أحدث انقسامًا واضحًا داخل سوق الأسهم الأمريكية. بينما تحلق أسهم الشركات متعددة الجنسيات إلى مستويات قياسية، تعاني الشركات ذات التركيز المحلي من ضغوط ارتفاع تكاليف الواردات وضعف الاستفادة من تراجع العملة.

الرابحون: الشركات العالمية

مؤشر غولدمان ساكس لأكبر 50 شركة أمريكية من حيث المبيعات الخارجية ارتفع 21% منذ بداية 2025، مسجلًا قمة جديدة هذا الأسبوع.

شركات مثل Meta Platforms و Philip Morris و Applied Materials تفوقت على أداء مؤشر S&P 500.

الاستفادة تأتي من أن الأرباح الخارجية تتحول إلى قيمة أعلى عند تحويلها للدولار، إضافة إلى زيادة القدرة التنافسية للمنتجات الأمريكية في الخارج.

الخاسرون: الشركات المحلية

في المقابل، مؤشر غولدمان ساكس للشركات الأكثر اعتمادًا على السوق المحلي – مثل T-Mobile US و Target – ارتفع بنسبة لا تتجاوز 5% فقط.

هذه الشركات لم تستفد من ضعف الدولار، بل واجهت تكاليف استيراد أعلى أثرت على هوامش أرباحها.

الفجوة بين المؤشرين تُعد الأوسع منذ عام 2009.

أسباب هبوط الدولار

العملة الأمريكية فقدت نحو 10% من قيمتها أمام سلة عملات رئيسية هذا العام.

المحللون يرجعون التراجع إلى سياسات الرئيس دونالد ترامب الاقتصادية والتجارية، إضافة إلى توجه الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة.

العديد من المستثمرين العالميين بدأوا التحوط ضد الأصول الأمريكية عبر المراهنة على استمرار ضعف الدولار.

انعكاسات اقتصادية أوسع

شركات التكنولوجيا الكبرى تبدو المستفيد الأكبر، إذ أكدّت مايكروسوفت أن تأثير العملة قد يضيف نقطتين مئويتين إلى نمو الإيرادات العام المقبل إذا استقرت أسعار الصرف.

في المقابل، المؤسسات المالية والمرافق العامة ضمن الشركات التي يتوقع أن تعاني بسبب ضعف العملة.

خبراء مثل Scott Chronert من Citi يرون أن التأثير السلبي قد يتلاشى لاحقًا إذا كان هبوط الدولار مدفوعًا بالسياسات النقدية التيسيرية التي تعزز النمو الاقتصادي.

يشير تقرير فايننشال تايمز إلى أن ضعف الدولار يُعد نعمة للشركات متعددة الجنسيات التي تجني أرباحها من الخارج، لكنه يمثل عبئًا ثقيلًا على الشركات المحلية التي تعتمد على السوق الداخلي والاستيراد. ومع اقتراب موسم إعلان نتائج الربع الثالث، من المرجح أن تتضح بشكل أكبر الفجوة بين الرابحين والخاسرين في الاقتصاد الأمريكي.

اقراء أيضاً:

الولايات المتحدة تختار FN America لتطوير قاذف قنابل دقيق من الجيل التالي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى