الاقتصاد

تقرير: هل “الأمركة” تهدد الهوية البريطانية أم تثريها؟

من حفلات Met Gala الأميركية الفاخرة إلى هالووين التجاري الصاخب، تبدو مظاهر الثقافة الأميركية في ازدياد داخل المملكة المتحدة. أحدث مثال: المتحف البريطاني يستعد لإطلاق أول نسخة خاصة به من “Pink Ball”، على غرار حفل “Met Gala” الشهير في نيويورك. هذا التحول يطرح سؤالًا جوهريًا: هل نحن أمام “أمركة” شاملة للحياة الثقافية البريطانية، أم مجرد اندماج طبيعي بين الثقافات؟

رمزية حفل المتحف البريطاني

الدعوات مزخرفة، الثيم لوني (درجات الوردي فقط)، والطابع العام أقرب إلى حفلات المشاهير الأميركية.

مثل نيويورك، سيتناول الضيوف العشاء بين المعروضات التاريخية، وربما تلطخت قطع “البارثينون” ببعض بقايا الأطباق.

الهدف العملي: جمع تبرعات تصل إلى مليار جنيه إسترليني لإعادة تطوير المتحف، مستلهمين أسلوب التمويل الأميركي القائم على العطاء السخي.

إشارات إلى “الأمركة” في المجتمع البريطاني

السياسة: الاستقطاب السياسي بعد البريكست يشبه المناخ الأميركي بعد انتخاب ترامب.

اللغة: انتشار مصطلحات مثل “season” بدل “series”، و”bathroom” بدل “toilet”.

المناسبات: هالووين البريطاني فقد طابعه الريفي والساخر، ليتحول إلى موسم تجاري طويل يسبق عيد الميلاد.

العادات الاقتصادية: ارتفاع قيمة الإكراميات إلى 12.5% في المطاعم، وإن لم تصل بعد إلى مستويات نيويورك.

المتاحف والمعارض: ما تزال مجانية الدخول على عكس مثيلاتها الأميركية.

السينما وصناعة الألعاب: بريطانيا تشهد نهضة فنية وتقنية قوية.

النظام السياسي: الانتخابات مضمونة عند انتهاء الدورة البرلمانية، خلافًا للتقلبات الأميركية

قراءة تحليلية

البعض يرى “الأمركة” غزوًا ثقافيًا، لكن الواقع أقرب إلى الاندماج والانتقاء.

بريطانيا تاريخيًا تستوعب عناصر من ثقافات العالم، من المأكولات إلى الفنون واللغة.

هذه التغييرات ليست فرضًا قسريًا بل نتيجة تبادل وتجارب بشرية طبيعية.

حتى أسلوب التبرعات الأميركي، الذي وصفه مدير تنمية المتحف البريطاني مازحًا بأنه “رياضة احتكاكية”، أصبح أداة فعّالة لدعم الثقافة البريطانية.

“الأمركة” ليست خطرًا وجوديًا على الهوية البريطانية، بل هي جزء من التفاعل الثقافي العالمي الذي يجعل المجتمع أكثر تنوعًا وحيوية. من حفلات الوردي اللامعة إلى تقاليد الهالووين التجارية، يبقى السؤال: هل هذه مجرد “زينة مستوردة”، أم دليل على أن الثقافة البريطانية تتطور عبر الامتزاج لا الذوبان.

اقرأ أيضاً:

فرنسا بين أزمة العجز المالي وجدل ضريبة الثروة

يارا حمادة

يارا حمادة صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى