طاقة

طفرة تصدير الغاز المسال وزيادة استهلاك مراكز البيانات تخلق اختناقات في الإمدادات

 

تستعد شركات الطاقة الأمريكية لإنفاق نحو 50 مليار دولار على بناء وتوسيع 8,800 ميل من خطوط الأنابيب خلال السنوات الخمس المقبلة، في ظل طفرة غير مسبوقة في الطلب على الغاز الطبيعي المسال وزيادة استهلاك الكهرباء الناتجة عن توسع مراكز البيانات، بحسب شركة الأبحاث وود ماكنزي.

ووفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية، من المتوقع أن يرتفع استهلاك الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة بنسبة 1% هذا العام ليصل إلى مستوى قياسي يبلغ 91.4 مليار قدم مكعب يوميًا، فيما بلغت صادرات الغاز الطبيعي المسال (LNG) مستوى قياسيًا في سبتمبر بلغ 9.4 ملايين طن متري، لتؤكد البلاد مكانتها كأكبر مصدّر عالمي للغاز المسال.

اختناقات في شبكة الإمداد وسط طفرة الإنتاج

يشهد حوض بيرميان — الممتد بين غرب تكساس وجنوب شرقي نيو مكسيكو — ارتفاعًا هائلًا في إنتاج النفط، ما أدى بدوره إلى زيادة إنتاج الغاز المصاحب. لكن ضعف البنية التحتية وتباطؤ بناء خطوط الأنابيب يخلق اختناقات حادة في نقل الغاز، مما أدى أحيانًا إلى انخفاض الأسعار إلى ما دون الصفر في مؤشر “واها” المحلي.

قال جيمي ويلش، الرئيس التنفيذي لشركة Kinetik:

“هناك عجز حقيقي في القدرة على نقل الغاز من حوض بيرميان. في بعض المناطق اضطر المنتجون إلى إبطاء إنتاج النفط لأن الغاز لا يمكن التخلص منه بسهولة.”

استثمارات قياسية من كبار اللاعبين

تسجل شركات البنية التحتية في قطاع الطاقة مستويات غير مسبوقة من تراكم المشاريع. تمتلك شركة Kinder Morgan — التي تنقل 40% من الغاز الأمريكي — مشروعات مؤكدة بقيمة 9.3 مليارات دولار، وهي الأعلى منذ سبع سنوات. أما Enbridge الكندية، التي تدير 20% من الغاز المستهلك أمريكيًا، فبلغت محفظة مشاريعها C$13.9 مليار (نحو 10 مليارات دولار أمريكي).

وقال ديفيد ميكلز، المدير المالي في كيندر مورغان:

“إنها واحدة من أفضل فترات الفرص في حياتنا المهنية.”

وفي الوقت ذاته، تتوسع مشاريع خطوط الأنابيب على طول ساحل الخليج بين تكساس ولويزيانا وميسيسيبي بطاقة تتجاوز 12.4 مليار قدم مكعب يوميًا، فيما شهد العام الماضي تشغيل خط “ماتر هورن إكسبريس” الذي امتلأ بالكامل فور إطلاقه.

الطلب مدفوع بمراكز البيانات والغاز المسال

تقدر شركة East Daley Analytics وجود أكثر من 375 مركز بيانات مقترحًا في الولايات المتحدة ستحتاج إلى 180 جيجاوات من الطاقة الإضافية، مما يعزز الطلب على الغاز كمصدر أساسي لتوليد الكهرباء.

قالت كايتلين تيسين، نائبة رئيس تطوير الأعمال في Enbridge:

“العملاء والسوق متعطشون للغاز الطبيعي، والأمر أشبه بسباق لتلبية الطلب.”

المتغير الحاسم: أسعار النفط

يرتبط مستقبل إنتاج الغاز في حوض بيرميان ارتباطًا وثيقًا بأسعار النفط. فبحسب يوجين كيم من وود ماكنزي:

“طالما بقيت أسعار النفط فوق 60 دولارًا للبرميل، سيستمر إنتاج الغاز في الارتفاع. لكن إذا تراجعت إلى الخمسينات، فسنشهد تباطؤًا واضحًا في عمليات الحفر.

اقرأ أيضاً:

مؤسسة التمويل الدولية توجه نصف استثماراتها في مصر لدعم أدوات سوق رأس المال وتوسيع قاعدة المستثمرين

يارا حمادة

يارا حمادة صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى