يُعدّ يوم “البوكسينغ داي” (26 ديسمبر) من أقدم وأهم التقاليد في كرة القدم الإنجليزية، حيث تُقام فيه مباريات الجولة التي تلي أعياد الميلاد في أجواء احتفالية مميزة تجمع بين متعة العائلة وسحر الكرة.
لكن هذا العام، يبدو أن رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز قررت كسر هذا التقليد الراسخ، في خطوة أثارت الكثير من الجدل بين الجماهير والخبراء.
تأجيل غير معتاد
أعلنت رابطة الدوري الإنجليزي أن بعض مباريات “البوكسينغ داي” لم تُقم في تاريخها المعتاد، بل تم ترحيلها إلى أيام لاحقة من الأسبوع، وهو ما لم يحدث منذ سنوات طويلة.
القرار جاء — بحسب الرابطة — نتيجة “الظروف اللوجستية وجدول البث التلفزيوني المكثف”، بالإضافة إلى مراعاة فترات الراحة القصيرة بين المباريات، خصوصًا بعد تكدس الجدول في شهر ديسمبر المزدحم دائمًا.
الجماهير بين الغضب والتفهم
القرار قوبل بانقسام واضح في الآراء؛ فبينما أبدى بعض المشجعين تفهمهم للخطوة نظرًا لضغط المباريات وحاجة اللاعبين للراحة، عبّر آخرون عن استيائهم من المساس بأحد أجمل طقوس كرة القدم الإنجليزية.
عدد من مشجعي مانشستر يونايتد وليفربول وتوتنهام وصفوا الخطوة بأنها “نهاية لروح البوكسينغ داي”، بينما دافع محللون عن القرار مؤكدين أن “كرة القدم الحديثة تتطلب مرونة أكبر في إدارة الجدول”.
تأثيرات البث والحقوق التجارية
من المعروف أن “البوكسينغ داي” يمثل يومًا ذهبيًا للقنوات الناقلة بسبب ارتفاع نسب المشاهدة، لكن الجدول الجديد — الذي يوزع المباريات على أكثر من يوم — قد يكون محاولة لزيادة العوائد عبر تمديد فترة المتابعة الجماهيرية.
هذا التغيير يعكس توجه الرابطة نحو تعزيز الجانب التجاري، حتى لو جاء ذلك على حساب التقاليد التاريخية.
بين الحداثة والحنين للماضي
يبقى السؤال المطروح الآن: هل سيصبح هذا التغيير استثناءً مؤقتًا أم بداية لنهج جديد في تنظيم مباريات ديسمبر؟
الجماهير تأمل أن لا يفقد “البوكسينغ داي” سحره الخاص، الذي لطالما جعل الدوري الإنجليزي أكثر من مجرد منافسة رياضية، بل احتفالًا وطنيًا بالكرة والحياة في آن واحد.
