الوكالات

كوريا الشمالية تتحدى واشنطن بصواريخ جديدة قبل زيارة ترامب إلى سيول

قبل يوم واحد فقط من وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى كوريا الجنوبية، أطلقت كوريا الشمالية مجموعة من الصواريخ من سواحلها الغربية في خطوةٍ بدت كرسالة سياسية موجهة إلى واشنطن. وأكدت وسائل الإعلام الرسمية في بيونغ يانغ أن الإطلاق تم بنجاح، بالتزامن مع استعداد ترامب للمشاركة في منتدى اقتصادي آسيوي بمدينة غيونغجو. تأتي التجربة في ظل صمت كوريا الشمالية تجاه الدعوات الأمريكية المتكررة لعقد لقاء جديد بين ترامب والزعيم كيم جونغ أون، ما يعكس استمرار الفجوة بين الطرفين رغم محاولات واشنطن إحياء الدبلوماسية المتوقفة منذ سنوات. وبذلك، تضع بيونغ يانغ الإدارة الأمريكية في موقفٍ حرج قبيل زيارة حساسة يتوقع أن تركز على الأمن الإقليمي ومخاطر التسلح النووي في شرق آسيا.

صواريخ كروز بحرية قادرة على حمل رؤوس نووية

 

أعلنت وكالة الأنباء الكورية المركزية أن الصواريخ التي تم إطلاقها هي صواريخ كروز استراتيجية بحرية حلّقت لأكثر من ساعتين قبل إصابة أهدافها بدقة عالية. ووصفت الوكالة التجربة بأنها “نجاح كبير” يعكس تطور القدرات الدفاعية للبلاد. وأكدت أن هذه الصواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية، ما يعزز الردع الاستراتيجي لبيونغ يانغ. ونقلت عن باك جونغ تشون، نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية، قوله إن “تعزيز القدرات النووية مسؤولية وطنية لا يمكن التهاون فيها”. وتُعد هذه التجربة الثانية خلال أسبوع واحد فقط، بعد إطلاق صاروخين فرط صوتيين نحو أهداف داخلية، في تصعيدٍ يبدو متعمدًا قبل تحركات ترامب الدبلوماسية.

 

تجاهل أمريكي يقابله تحالف روسي متين

 

رغم إعلان ترامب عن رغبته في عقد لقاء جديد مع كيم جونغ أون خلال جولته الآسيوية، فإن كوريا الشمالية لم تُبدِ أي تجاوب حتى الآن، مؤكدة أنها لن تستأنف الحوار مع واشنطن إلا بعد الاعتراف بها رسميًا كقوة نووية. ويأتي هذا الموقف في وقت تعزز فيه بيونغ يانغ تحالفها مع موسكو، حيث زودت روسيا بالأسلحة والمقاتلين لدعم حربها في أوكرانيا، مقابل حصولها على النفط والغذاء والتكنولوجيا العسكرية. كما وقّع البلدان اتفاقًا دفاعيًا متبادلًا، مما يعكس توجه كوريا الشمالية نحو بناء محور جديد يواجه النفوذ الأمريكي في المنطقة، ويمنحها مظلة سياسية وعسكرية لحماية برنامجها النووي.

 

تحركات دبلوماسية قبيل زيارة ترامب إلى سيول

 

وقبل وصول ترامب إلى سيول، أرسلت كوريا الشمالية وزيرة خارجيتها تشوي سون-هوي إلى موسكو، حيث التقت وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وأكد الطرفان في بيانٍ مشترك عزمهما على تسريع تطوير العلاقات الثنائية. وتأتي هذه الزيارة في إطار استراتيجية كورية شمالية واضحة تهدف إلى إظهار استقلال قرارها السياسي وتوسيع دائرة تحالفاتها لمواجهة العزلة الغربية. وبالتزامن مع ذلك، تستمر بيونغ يانغ في اختبار صواريخها بوتيرة متسارعة، ما يجعل أي تحرك أمريكي أو كوري جنوبي محفوفًا بالتوتر. ويبدو أن شبه الجزيرة الكورية مقبلة على مرحلة جديدة من شد الحبال بين القوى الكبرى، مع تصاعد لغة القوة وتراجع فرص الحوار.

اقرأ أيضاً

إعصار «ميليسا» يضرب كوبا بعد أن حوّل جامايكا إلى منطقة منكوبة

رحمة حسين

رحمة حسين صحفية ومترجمة لغة فرنسية، تخرجت في كلية الآداب قسم اللغة الفرنسية وآدابها بجامعة عين شمس. تعمل في مجال الصحافة الثقافية والاجتماعية، إلى جانب عملها في الترجمة من الفرنسية إلى العربية. تهتم بقضايا حقوق الإنسان وحقوق المرأة، ولها كتابات مؤثرة في هذا المجال.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى