أوضح الدكتور أحمد معطي، الخبير الاقتصادي، أن تصريحات الرئيس الأمريكي  دونالد ترامب تحمل تأثيرًا كبيرًا على الاقتصاد الكلي وعلى المؤشرات الاقتصادية الأساسية.

وتابع معطي أن البيانات الأخيرة تشير إلى تغيرات ملحوظة في سوق العمل الأمريكي، حيث شهد معدل البطالة ارتفاعًا إلى 4.4% مقارنة بـ 4.3% سابقًا، ما يعكس تراجعًا في الأوضاع الاقتصادية.

وأشار معطي إلى أن سوق العمل يشهد حالة من التدهور، إذ سجل أكبر انخفاض في معدلات التوظيف مقارنة بالوظائف الشاغرة بنسبة 1%، وهي النسبة الأكبر منذ عام 2021. هذا الانخفاض يعكس حالة من ضعف الطلب على العمالة في سوق العمل، وهو مؤشر سلبي يؤثر على القوة الشرائية للمواطنين والاقتصاد بشكل عام.

بيانات التوظيف في القطاع غير الزراعي وتوقعات الفيدرالي

فيما يتعلق ببيانات التوظيف في القطاع غير الزراعي، وصف معطي في تصريحات خاصة لـ “العالم في دقائق” هذه البيانات بأنها جاءت سلبية، الأمر الذي يعزز التوقعات بأن البنك المركزي الأمريكي “الفيدرالي” قد يلجأ إلى خفض سعر الفائدة في اجتماعه المقبل بمقدار 25 نقطة أساس.

خفض سعر الفائدة يأتي كخطوة تحفيزية تهدف إلى دعم الاقتصاد وتحفيز النمو في ظل تباطؤ واضح، إلا أن هذا الإجراء يثير مخاوف من أن الاقتصاد الأمريكي قد يدخل في مرحلة ركود اقتصادي خلال الفترة القادمة. هذه المخاوف ألقت بظلالها على الأسواق المالية، مما دفع المستثمرين إلى التوجه نحو الذهب كملاذ آمن.

ارتفاع أسعار الذهب ومخاوف المستثمرين

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا على المستويين المحلي والعالمي خلال اليومين الماضيين، وذلك بسبب تزايد المخاوف من حالة الركود المحتملة التي قد يشهدها الاقتصاد الأمريكي. ويعتبر الذهب عادةً ملاذًا آمنًا في أوقات الاضطرابات الاقتصادية والسياسية، لذلك فإن ارتفاع أسعاره يعكس قلق المستثمرين من المستقبل الاقتصادي.

وأكد معطي أن هذه التحركات في أسعار الذهب تعكس حالة من عدم اليقين والتوتر السائدة في الأسواق المالية، مع توقعات بأن تتواصل هذه التقلبات في المدى القريب، خاصة مع استمرار الضغوط الاقتصادية والسياسية.

التأثيرات الجيوسياسية لتصريحات ترامب

لم تقتصر تداعيات تصريحات ترامب على الاقتصاد الكلي فقط، بل امتدت لتشمل السياسة الخارجية، خاصة في العلاقة مع الصين وروسيا. وأشار معطي إلى وجود تحالف يُعرف بـ”تحالف الشر”، يضم روسيا والصين والهند، الذي يراه ترامب تهديدًا مباشرًا للقوة الاقتصادية الأمريكية.

هذا التصور يعكس مخاوف أمريكية من تقوية التحالفات الاقتصادية والجيوسياسية بين هذه الدول، مما قد يؤثر على الهيمنة الاقتصادية للولايات المتحدة. ويترجم ذلك إلى تراجع مستمر في قيمة الدولار الأمريكي مقابل العملات العالمية، وزيادة في الطلب على الذهب كأصل آمن.

خاتمة وتوقعات مستقبلية

في الختام، تؤكد تصريحات الدكتور أحمد معطي أن تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لها تأثيرات متعددة الأبعاد على الاقتصاد والأسواق العالمية. ارتفاع معدلات البطالة، ضعف بيانات التوظيف، وتوقعات خفض سعر الفائدة، كلها عوامل تخلق حالة من القلق الاقتصادي.

إلى جانب ذلك، تُضاف الأبعاد الجيوسياسية والتحالفات الدولية إلى قائمة المخاطر التي تواجه الاقتصاد الأمريكي، ما يزيد من حالة عدم اليقين ويؤثر بشكل مباشر على تحركات الأسواق المالية وأسعار الأصول مثل الذهب والدولار. يتوجب على المستثمرين مراقبة هذه التطورات عن كثب لاتخاذ قرارات استثمارية مدروسة في ظل هذه الأجواء المتقلبة.

اقرا أيضاً:

ترامب يحذر من “معاناة كبيرة” إذا خسرت أمريكا قضية الرسوم الجمركي