دين ومجتمع

عيد الأضحى.. شعائر إيمانية ومظاهر فرح تتجدد كل عام

الأضاحي والفرح وصلة الرحم.. أبرز ملامح عيد الأضحى المبارك

يُعدّ عيد الأضحى المبارك من أهم المناسبات الدينية في الإسلام، إذ يحتل مكانة خاصة في وجدان المسلمين، كونه العيد الثاني بعد عيد الفطر، ويحلّ في العاشر من شهر ذي الحجة من كل عام هجري، متزامنًا مع ختام موسم الحج، الركن الخامس من أركان الإسلام. ويُعرف هذا اليوم أيضًا بـ”يوم الحج الأكبر”، نظراً لما يشهده من شعائر عظيمة تُؤدى في مشعرَي عرفات ومنى.

في هذا اليوم الفضيل، يُحيي المسلمون سنة ذبح الأضاحي، تقربًا إلى الله تعالى، اقتداءً بنبي الله إبراهيم عليه السلام، الذي رأى في المنام أنه يذبح ابنه إسماعيل، فامتثل لأمر ربه، ففداه الله بذبح عظيم. ومن هنا، ارتبط عيد الأضحى بمعاني الإيمان، الطاعة، والتضحية، التي تتجلى في هذه الشعيرة.

تسميات مختلفة… وروح واحدة

ورغم أن المناسبة واحدة، إلا أن تسميتها تختلف باختلاف الثقافات والبلدان. ففي بلدان المغرب العربي، يُطلق عليه “العيد الكبير”، لتمييزه عن عيد الفطر الذي يُعرف بـ”العيد الصغير”. أما في بعض دول الخليج، فيُعرف بـ”عيد الحجاج”، لتزامنه مع أداء مناسك الحج. وفي دول آسيا الوسطى وإيران وتركيا، يُطلق عليه اسم “عيد القربان”، تعبيرًا عن القرب من الله بالأضاحي.

جذور لغوية ودينية عميقة

لغويًا، يُشتق لفظ “العيد” من الفعل “عاد”، أي رجع وتكرر، في دلالة على تجدد الفرح سنويًا. أما “الأضحى” فهي جمع “أضحية”، نسبة إلى الذبح الذي يتم بعد صلاة العيد وحتى آخر أيام التشريق. وشرّع الإسلام هذا العيد مقرونًا بالأضحية، ليكون رمزًا للتقوى والإخلاص.

ويُعتبر هذا العيد مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بركنين من أركان الإسلام، وهما الحج والصيام؛ حيث يأتي بعد صيام يوم عرفة، اليوم التاسع من ذي الحجة، وهو من أعظم أيام السنة، كما يتزامن مع الركن الأعظم للحج، وهو الوقوف بعرفة.

مظاهر الفرح والتكافل الاجتماعي

تبدأ أجواء العيد بالتكبيرات التي تملأ المساجد منذ فجر يوم العيد، وصلاة العيد التي تجمع المصلين في أجواء إيمانية حافلة بالروحانية. بعد الصلاة، تبدأ الأسر بذبح الأضاحي، وتوزيع لحومها على الأقارب والفقراء، في مظهر من مظاهر التكافل الاجتماعي الذي يدعو إليه الإسلام.

ويمتد الفرح ليشمل الزيارات العائلية، تبادل التهاني، وتقديم الهدايا، خاصة للأطفال، في مشهد تتجلّى فيه قيم الرحمة، العطاء، والتراحم بين أفراد المجتمع.

عيد تتجدد فيه الروح والمعنى

في الختام، لا يُعد عيد الأضحى مناسبة دينية فحسب، بل هو تجسيد لوحدة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، واحتفاء بمعاني التضحية والإيمان. إنه يوم تُرسم فيه البهجة على الوجوه، وتُقوّى فيه الأواصر بين الناس، ليظل عيد الأضحى علامة فارقة في الوجدان الإسلامي والروحي لكل مسلم.

يارا حمادة

صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى