نشطاء “أسطول غزة” يتّهمون إسرائيل بالضرب والإهانة أثناء احتجازهم

اتهم أعضاء في أسطول الحرية إلى غزة السلطات الإسرائيلية بارتكاب انتهاكات جسيمة بحقهم أثناء احتجازهم، بعد اعتراض البحرية الإسرائيلية للسفن التي حاولت كسر الحصار البحري المفروض على القطاع منذ 16 عامًا.
وقال النشطاء والصحفيون الذين تم ترحيلهم لاحقًا إنهم تعرضوا للضرب المبرح والإهانات اللفظية، والحرمان من النوم والدواء، إضافة إلى التهديد بالأسلحة والكلاب البوليسية، وإجبار بعضهم على مشاهدة لقطات لهجمات حماس في 7 أكتوبر 2023.
وقال الصحفي الإيطالي سافيريو توماسي: “تعرضت للضرب منذ لحظة دخولنا الميناء حتى النهاية، ضربات على الرأس والظهر، وكان الجنود يضحكون. من رفع عينيه كان يُضرب على الفور.”
احتجاز في سجن أمني مخصص للفلسطينيين
اعترضت البحرية الإسرائيلية جميع سفن أسطول الصمود العالمي (Global Sumud Flotilla) الأسبوع الماضي، وكان على متنها أكثر من 400 ناشط، بينهم نواب وبرلمانيون والناشطة البيئية غريتا تونبرغ.
واحتُجز معظم المشاركين في سجن كيتسعوت شديد الحراسة في صحراء النقب، وهو مخصص عادة لاحتجاز فلسطينيين تتهمهم إسرائيل بالأنشطة “الإرهابية”.
ورفضت وزارة الخارجية الإسرائيلية هذه الادعاءات ووصفتها بأنها “أكاذيب سافرة”، مؤكدة أن “جميع حقوق المعتقلين القانونية تم احترامها بالكامل.”
في المقابل، أشاد وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بسلوك موظفي السجن قائلاً: “يجب أن يتذوقوا طعم الحياة في كيتسعوت، ليفكروا مرتين قبل أن يقتربوا من إسرائيل مجددًا.”
شهادات عن سوء المعاملة وحرمان إنساني
الناشط الإسباني رافائيل بورّيغو قال لوكالة رويترز:
“في أي وقت نطلب فيه الحديث مع ضابط، كان يدخل إلى الزنزانة سبعة جنود مدججين بالسلاح يوجهون أسلحتهم إلى رؤوسنا، مع كلاب جاهزة للهجوم… كان هذا يحدث يوميًا.”
وأكدت الحركة العالمية لغزة – فرع أستراليا ونيوزيلندا أن وزارة الخارجية الأسترالية أبلغت عائلة أحد المشاركين بأنه تعرض للاعتداء أثناء اعتراض السفينة وأصيب في كتفه وأضلاعه، ثم تعرض لـ“الضرب والشتائم والحرمان من الماء والنوم” في السجن.
وقالت السياسية الإسبانية آدا كولاو، العائدة إلى برشلونة: “فناء السجن بجانب زنزانتي كان مزينًا بصورة ضخمة لمدينة غزة المدمرة، كُتب تحتها بالعربية ‘مرحبًا بكم في غزة الجديدة’… هذا سجن دولة فاشية.”
معاملة مهينة لتونبرغ ونفي إسرائيلي
الصحفي الإيطالي لورينزو داغوستينو أكد أن القوات الإسرائيلية استهدفت تونبرغ بمعاملة قاسية، قائلًا:
“رأيتهم يغطونها بالعلم الإسرائيلي بينما يلتقط الجنود صور سيلفي معها… كانت قوية، لكنها بدت منهارة.”
وأكدت رسالة من وزارة الخارجية السويدية – اطلعت عليها الغارديان – أن الناشطة أُجبرت على حمل الأعلام واحتُجزت في زنزانة موبوءة بالبق مع طعام وماء محدودين.
ونفت وزارة الخارجية الإسرائيلية هذه المزاعم بالكامل، ووصفتها بأنها “ادعاءات سخيفة لا أساس لها.”
أما الرئيس الأميركي دونالد ترامب فقال للصحفيين من البيت الأبيض إن تونبرغ “مجرد مثيرة للمشاكل”، مضيفًا: “هي غاضبة جدًا، تحتاج أن ترى طبيبًا.”
إدانات أوروبية وضغوط دبلوماسية
عادت تونبرغ إلى اليونان مع 171 من النشطاء المرحّلين، بينما بلغ إجمالي الذين تم ترحيلهم 341 شخصًا من أصل 479 معتقلًا.
وفي غلاسكو، وصفت الناشطة الاسكتلندية مارغريت باتشيتا (72 عامًا) تجربتها بأنها “جحيم مطلق”، مؤكدة أن السلطات الإسرائيلية جردتها من ملابسها وأدويتها ونظاراتها وساعتها.
كما أعادت اليونان 27 مواطنًا من بينهم نائبة يسارية، بعد أن احتجت وزارتها رسميًا على “السلوك غير المقبول لوزير إسرائيلي تجاه مواطنين يونانيين”.
لكن المعارضة اتهمت رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس بأنه “فضّل التحالف الاستراتيجي مع تل أبيب على الدفاع عن مواطنيه.”
أسطول جديد في طريقه إلى غزة
وفي تطور لاحق، أُعلن أن أسطولًا جديدًا أبحر من تركيا نحو غزة، ويضم نحو 250 شخصًا من الأطباء والممرضين والصحفيين على متن سفينة أُعيد تجهيزها كمستشفى عائم، ومن المتوقع أن يصل إلى مشارف القطاع خلال أيام، ما ينذر بمواجهة جديدة في البحر المتوسط.