بدء الجلسة الموسعة للقاءات شرم الشيخ بشأن غزة وسط أجواء إيجابية

انطلقت في مدينة شرم الشيخ المصرية اليوم الأربعاء الجلسة الموسعة للقاءات بين حركة حماس وإسرائيل، بمشاركة عدد من الوسطاء الإقليميين والدوليين، لبحث سبل تنفيذ خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتعلقة بقطاع غزة. وأفاد مراسل القاهرة الإخبارية كريم حاتم بأن رئيس الوفد الإسرائيلي رون ديرمر وصل إلى القاعة الرئيسية للمشاركة في الاجتماعات التي توصف بأنها الأوسع منذ بدء جولات شرم الشيخ. وتأتي هذه الاجتماعات بعد سلسلة من اللقاءات الثنائية التي سبقتها خلال اليومين الماضيين، في محاولة لتقريب وجهات النظر وتهيئة أرضية مشتركة تفتح الباب أمام تفاهمات عملية تنهي دوامة التصعيد في غزة وتطلق مرحلة جديدة من الهدوء النسبي في المنطقة.
أجواء إيجابية وتنسيق مصري واسع
وأشار مراسل القناة إلى أن الجلسة ضمّت رئيس المخابرات العامة المصرية، ورئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، ورئيس المخابرات التركي، إلى جانب المبعوثين الأمريكيين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، ورئيس الوفد الإسرائيلي. وأوضح أن الأجواء تسودها حالة من الإيجابية الحذرة، وسط جهود مصرية مكثفة لتقريب وجهات النظر وتهيئة المناخ المناسب للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة. كما جرى خلال الاجتماعات التركيز على ضمانات التنفيذ والمتابعة الدولية لأي اتفاق محتمل، بما يحافظ على التوازن بين المتطلبات الأمنية الإسرائيلية والمطالب الإنسانية الفلسطينية.
اليوم الثالث من المحادثات
تدخل لقاءات شرم الشيخ يومها الثالث، في محاولة جادة لوضع كل شروط النجاح اللازمة لإنجاز الاتفاق والمضي قدمًا في تنفيذ خطة ترامب. وأكد الكاتب الصحفي والإعلامي سمير عمر، رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، أن ما يجري يمثل «تحركًا جديًا نحو تثبيت أسس التفاهم»، مشيرًا إلى وجود رغبة واضحة من جميع الأطراف في إنجاح هذه الجهود، من حماس إلى الوسطاء مصر وقطر وتركيا، وصولًا إلى الولايات المتحدة. كما لفت إلى أن استمرار هذه اللقاءات بوتيرة إيجابية يعكس قناعة متزايدة بضرورة الانتقال من إدارة الأزمة إلى معالجتها جذريًا.
آفاق التسوية واحتمالات النجاح
يرى مراقبون أن اللقاءات الجارية في شرم الشيخ قد تشكّل فرصة نادرة لالتقاط الأنفاس بعد أشهر من المواجهات، وأن نجاحها مرهون بمدى استعداد الطرفين لتقديم تنازلات حقيقية تضمن وقفًا دائمًا لإطلاق النار وتحسين الأوضاع الإنسانية في القطاع. فالمعادلة هذه المرة تبدو أكثر تعقيدًا، لكنها أيضًا أكثر واقعية، في ظل التفاهم المتزايد بين الوسطاء الإقليميين والدوليين على ضرورة تثبيت الهدوء وفتح مسار سياسي يخفف من التوتر المتصاعد في الشرق الأوسط.