الاقتصاد

صناعة النبيذ في لبنان.. زجاجات تنطق بالحياة وسط الأزمات

رغم الأزمات المتلاحقة التي تمر بها البلاد، يواصل لبنان الاحتفاظ بمكانته بين كبار منتجي النبيذ في العالم، بجودة تضاهي أعرق التقاليد العالمية، في زجاجة واحدة، يختصر النبيذ اللبناني قصة صمود وهوية ممتدة عبر قرون من العطاء.

تاريخ متجذر في الأرض: 

تعود بداية صناعة النبيذ في لبنان إلى آلاف السنين، وتحديدًا في عهد الفينيقيين الذين نقلوا زراعة الكروم إلى دول البحر المتوسط. وفي العصر الحديث، كانت انطلاقة جديدة عام 1857 عندما زرع الرهبان اليسوعيون أولى كرومهم في سهل البقاع، الذي تحول لاحقًا إلى القلب النابض لهذه الصناعة.

ورغم الظروف المناخية المعقدة في بعض المناطق، تُوفر المرتفعات اللبنانية بيئة مثالية لنضج العنب، بفضل الفروقات الحرارية بين الليل والنهار، مما يُنتج نبيذًا بتوازن فريد بين الحموضة والنكهات.

من أرض الصراعات إلى رفوف العالم: 

في طليعة المنتجين، يأتي “شاتو موسار” كرمز للتميز اللبناني، وقد بدأ رحلته عام 1930 ليصبح لاحقًا أحد أبرز الأسماء عالميًا، خصوصًا في الأسواق الأوروبية. وخلال الحرب الأهلية، واصل المصنع إنتاجه وتصديره، في تحدٍّ واضح للظروف القاهرة.

قصص أخرى تُحاكي هذا الإصرار، مثل تجربة “Mersel Wine” في البقاع، حيث أصرّ صانعوه على الاستمرار في العمل حتى خلال الغارات، دون كهرباء، وبإضاءة بدائية. هذه الروح القتالية جعلت من النبيذ اللبناني أكثر من مجرد منتج… بل حكاية تُروى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى