عربي وعالمي

نتنياهو يوظف قضية مهسا أميني لتبرير حربه على إيران ويتجاهل دماء نساء غزة

خطاب مزدوج لنتنياهو يفضح استغلاله للقضايا الحقوقية ضد إيران

 

في خطوة أثارت جدلًا واسعًا، استغل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قضية الشابة الإيرانية مهسا أميني التي أثار مقتلها احتجاجات واسعة داخل إيران، لتبرير تحركاته السياسية والعسكرية ضد طهران، في تجاهل صارخ لمعاناة النساء الفلسطينيات في قطاع غزة اللواتي يتعرضن للقصف والانتهاكات المستمرة منذ شهور. ويأتي هذا التوجه من نتنياهو في إطار محاولاته تصوير النظام الإيراني على أنه يشكل تهديدًا أخلاقيًا وإنسانيًا، بينما تتهمه منظمات حقوقية ووسائل إعلام دولية باستخدام هذه القضايا ذريعة لتحقيق أهدافه العسكرية.

 

استغلال سياسي لقضية إنسانية

ظهر نتنياهو مؤخرًا في عدة خطابات سياسية يشير فيها إلى مقتل مهسا أميني على يد “شرطة الأخلاق” في إيران، معتبرًا الحادث دليلاً على “وحشية النظام الإيراني” وتأكيدًا على ضرورة “ردعه” عسكريًا. غير أن مراقبين رأوا في هذا الخطاب محاولة مكشوفة لتسويق ضربات عسكرية محتملة ضد إيران، وتضليل المجتمع الدولي بإظهار نفسه مدافعًا عن حقوق النساء الإيرانيات، في الوقت الذي تتعرض فيه نساء غزة للقصف والقتل والاعتقال في ظل صمت إسرائيلي تام تجاه هذه الجرائم.

 

تجاهل معاناة غزة يثير الغضب

واجهت تصريحات نتنياهو موجة انتقادات حادة من قبل منظمات حقوق الإنسان وعدد من الدول العربية والإسلامية، حيث اعتبروا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يتبنى خطابًا انتقائيًا في الدفاع عن حقوق الإنسان، مستغلًا مأساة إيرانية لتبرير اعتداءاته على دولة أخرى، بينما يتجاهل الجرائم المتواصلة التي ترتكبها قواته بحق الفلسطينيين، وخاصة النساء والأطفال في قطاع غزة، الذين يعيشون أوضاعًا إنسانية مأساوية وسط حصار وقصف لا يتوقف.

 

ردود فعل عربية وإسلامية

أدانت عدة عواصم عربية، من بينها القاهرة والدوحة والرياض، محاولات إسرائيل تبرير تصعيدها العسكري بذريعة حقوق الإنسان، وأكدت أن الاستغلال السياسي لمآسي الشعوب يمثل خرقًا فاضحًا للأعراف الدولية، داعية إلى وضع حد لاستخدام القضايا الإنسانية كغطاء للعدوان. كما شددت على أن دماء النساء في غزة لا تقل قيمة عن أي مأساة في العالم، وأن الانتقائية في الخطاب الإنساني تقوض العدالة الدولية.

 

محاولات لصرف الانتباه الدولي

يرى محللون أن لجوء نتنياهو إلى قضايا داخلية في دول معادية كإيران، ما هو إلا محاولة لتحويل الأنظار عن الانتهاكات المستمرة التي تمارسها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية، وتحديدًا في غزة. ووفقًا لهؤلاء، فإن استخدام مأساة مهسا أميني كذريعة لتصعيد عسكري قد يؤدي إلى توتر إقليمي واسع، ويزيد من عزل إسرائيل دوليًا في حال استمرار تجاهلها لحقوق الفلسطينيين، خاصة في ظل تزايد التقارير الدولية التي تدين القصف العشوائي ضد المدنيين.

 

خلاصة المشهد

نتنياهو يواجه اتهامات بتوظيف قضية مهسا أميني في سياق دعائي لتبرير هجوم محتمل على إيران، في الوقت الذي يغض فيه الطرف عن الجرائم اليومية بحق نساء غزة. وبينما يحاول تقديم نفسه كمدافع عن حقوق الإنسان، تكشف الوقائع أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل انتهاكاته بحق الفلسطينيين دون حسيب أو رقيب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى