عربي وعالمي

إسرائيل تغتال قائدًا بارزًا بالحرس الثوري داخل إيران وتكشف وثائق سرية

العملية استهدفت مهندس هجوم 7 أكتوبر وكشفت عمق التنسيق الإيراني الحمساوي

في تصعيد غير مسبوق، أعلنت إسرائيل عن تنفيذ غارة جوية نوعية داخل مدينة قم الإيرانية استهدفت سعيد إزادي، قائد “فيلق فلسطين” في قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني. وأكد الجيش الإسرائيلي أن إزادي كان من العقول المدبّرة لهجوم 7 أكتوبر الذي شنته حماس، وكان من القلائل الذين علموا مسبقًا بتفاصيله.

سعيد إزادي: همزة الوصل بين إيران وحماس

 

يُعتبر إزادي شخصية محورية في تنسيق العلاقات العسكرية بين طهران وحماس، ومسؤولًا عن تمويل وتسليح الحركة، خاصة قبيل هجوم 7 أكتوبر. وكانت تربطه علاقات وثيقة بقادة مثل يحيى السنوار ومحمد الضيف، كما ساهم في إعادة هيكلة الجناح العسكري لحماس بعد الضربات الإسرائيلية.

دور إزادي في دعم حماس خارج غزة

أوضح الجيش الإسرائيلي أن إزادي قاد عمليات دعم حماس من جنوب لبنان، وكان عنصرًا أساسيًا في تدعيم خطوط التمويل بين إيران والفصائل الفلسطينية في غزة والضفة الغربية.

خطة متعددة الجبهات لتدمير إسرائيل

كشفت إسرائيل أن إزادي كان من كبار واضعي خطة إيرانية مكوّنة من مرحلتين لتدمير إسرائيل، تبدأ بهجمات صاروخية من وكلاء إيران في الشرق الأوسط، تليها غزوات برية من لبنان، غزة، سوريا والضفة الغربية.

تصريحات إسرائيلية: “لا مدن آمنة بعد اليوم”

قال رئيس الأركان الإسرائيلي، إيال زامير، إن تصفية إزادي تُعد “إنجازًا عسكريًا بارزًا” و”خطوة نحو تحقيق العدالة”. كما أكد وزير الدفاع يوآف غالانت أن “الذراع الطويلة لإسرائيل” ستطول كل من تورط في سفك دماء الإسرائيليين، مشيرًا إلى أن مقتل إزادي يمثل “ضربة استخباراتية وجوية هائلة”.

وثائق تكشف عمق التعاون الإيراني مع حماس

أظهرت وثيقة تعود إلى يونيو 2021 طلبًا من قادة حماس، بقيادة السنوار والضيف، للحصول على 500 مليون دولار من قائد “فيلق القدس” إسماعيل قاآني، لشن هجمات على إسرائيل. وبحسب المعلومات الإسرائيلية، وافق إزادي على الطلب، رغم الأزمة الاقتصادية الإيرانية، مما يؤكد أولوية القضاء على إسرائيل وأمريكا في أجندة طهران.

ضربة مزدوجة: مقتل مسؤول تسليح الحرس الثوري

في غارة منفصلة، قُتل بهنام شهرياري، قائد وحدة 190 بقوة القدس، وهو المسؤول عن تهريب الأسلحة إلى لبنان وغزة واليمن. تم استهدافه في سيارته غرب إيران، بعد سنوات من الملاحقة، حيث كان يشرف على عمليات نقل صواريخ وتمويل جماعات مسلحة عبر شبكات معقدة من الشركات الوهمية.

مقتل قائد الطائرات المسيّرة الإيرانية

ضمن عمليات متزامنة، استهدفت إسرائيل أيضًا أمينبور جوداكي، قائد فوج الطائرات المسيّرة الثاني بالحرس الثوري. وكان قد تولى المنصب عقب مقتل قائده السابق في 13 يونيو، وقاد مئات الهجمات المسيّرة على إسرائيل انطلاقًا من منطقة الأهواز.

حرب العقول: تغيير في قواعد الاشتباك

تعكس هذه العمليات تحولًا استراتيجيًا في سياسة إسرائيل، حيث باتت تستهدف قادة التمويل والتخطيط العسكري الإيراني في عمق الأراضي الإيرانية، وليس فقط في مناطق التماس. يُنظر إليها على أنها نقلة نوعية في حرب العقول ضد طهران.

رد إيراني محدود أمام ضربات مركزة

حتى الآن، ردت إيران بإطلاق 470 صاروخًا باليستيًا وألف طائرة مسيّرة، ما أدى إلى مقتل 24 إسرائيليًا، لكنها لم تمنع تل أبيب من مواصلة استهداف العناصر القيادية، في مسعى لكسر “المنظومة الإيرانية-الحمساوية” الممتدة من طهران إلى غزة.

 

علياء حسن

علياء حسن صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى