ترامب يروّج لمكاسب معدنية مع توقيع رواندا والكونغو اتفاق سلام مثير للجدل في واشنطن

في محاولة لإنهاء أحد أكثر النزاعات دموية في القارة الإفريقية، وقّعت رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية اتفاق سلام في واشنطن، برعاية أمريكية وقطرية، وسط انتقادات حقوقية وسياسية بسبب غموض الاتفاق والتركيز على المصالح الاقتصادية والمعادن.
اتفاق سلام بوساطة أمريكية وقطرية
ينص الاتفاق، الذي تم توقيعه بحضور الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ووزير الخارجية ماركو روبيو، على انسحاب القوات الرواندية من أراضي الكونغو خلال 90 يومًا، إلى جانب إطلاق إطار جديد للتكامل الاقتصادي بين البلدين.
ترامب: “مكاسب معدنية كبيرة للولايات المتحدة”
استغل ترامب الحدث للإعلان عن مكاسب اقتصادية، قائلاً:
“لقد حصلنا على كثير من حقوق المعادن في الكونغو… الولايات المتحدة ستستفيد بشكل كبير من الموارد الطبيعية الهائلة في المنطقة.”
ويأتي ذلك في سياق مساعي أمريكية لتأمين مصادر من الكوبالت والليثيوم والتنتالوم، وهي معادن استراتيجية لصناعات التكنولوجيا والطاقة النظيفة.
نزاع دموي… وجدل حول الدعم الرواندي للمتمردين
الاتفاق جاء عقب شهور من التصعيد بين الجيش الكونغولي ومتمردي حركة M23 المدعومة من رواندا – بحسب تقارير أممية – حيث أودى القتال بحياة الآلاف وشرّد مئات الآلاف.
وتُتهم رواندا بدعم الحركة من أجل نهب الموارد المعدنية في شرق الكونغو، وهو ما تنفيه حكومة كيغالي بشدة.
بنود مبهمة وتحفّظات حول السيادة
ينص الاتفاق على “تحييد” جماعة FDLR الهوتوية، التي تتهمها رواندا بالضلوع في إبادة التوتسي عام 1994، إضافة إلى نزع سلاح الجماعات المسلحة ومنع الأعمال العدائية.
لكن المراقبين أبدوا تحفظات كبيرة على غموض البنود الاقتصادية، متهمين واشنطن بالسعي لصفقة تخدم مصالحها أكثر من مصالح المنطقة.
كما دعا الاتفاق إلى عقد قمة ثلاثية مستقبلية تجمع ترامب برئيسي رواندا والكونغو، في خطوة تُعزز الطابع السياسي للوساطة الأمريكي
انتقادات نوبلية: “اتفاق يكافئ العدوان”
الطبيب الكونغولي دينيس موكويغي، الحائز على جائزة نوبل للسلام، انتقد الاتفاق بقوة، معتبرًا أنه:
“يكافئ العدوان، ويُشرعن نهب الموارد الكونغولية، ويُجبر الضحية على التنازل عن تراثها الوطني مقابل سلام هش ومؤقت.”
وأضاف أن الوساطة افتقرت إلى الشفافية وتجاهلت أصوات الضحايا، محذرًا من أن الاتفاق قد يُعيد إنتاج العنف بدلًا من إنهائه.
بين راية السلام وصفقة المعادن
رغم رفع لافتة “السلام” في واشنطن، يرى مراقبون أن المكاسب الأمريكية في مجال المعادن تقف في صلب الاتفاق، وليس تسوية النزاع أو تحقيق العدالة للضحايا.