تقارير التسلح

تحذيرات من ضربة عسكرية محتملة وسط تخوف من انسحاب طهران من معاهدة حظر الانتشار

رغم حالة الجمود الظاهري التي يشهدها الملف النووي الإيراني، لا تزال احتمالات التصعيد قائمة، خاصة من جانب إسرائيل أو الولايات المتحدة. التقارير الاستخباراتية والتقديرات الأمنية الغربية تشير إلى أن أي تحرّك نووي جديد من طهران قد يُقابل برد عسكري مباشر، سواء من واشنطن أو تل أبيب، في إطار ما تصفه الأخيرة بـ”سياسة الردع الوقائي”.

وبينما تبقي إيران أنشطتها النووية ضمن حدود مدروسة، يرى مراقبون أن الوضع قابل للانفجار في أي لحظة، في حال تجاوزت طهران خطوطًا حمراء جديدة، سواء من خلال تخصيب اليورانيوم بمستويات أعلى أو تقليص التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

تحذيرات من معهد الأمن القومي اليهودي الأميركي

وفي هذا السياق، قال جوناثان روه، مدير السياسات الخارجية في معهد الأمن القومي اليهودي الأميركي، إن إيران تُظهر “انضباطًا تكتيكيًا” في الوقت الراهن، وتُحجم عن اتخاذ خطوات تصعيدية في مشروعها النووي خشية ضربة إسرائيلية جديدة، كالتي وقعت سابقًا ضد منشآت في نطنز وأصفهان.

وأضاف روه أن إيران لا تزال تحتفظ بـ”البنية التحتية والخبرة الفنية الكاملة” التي تؤهلها لإنتاج نموذج بدائي لسلاح نووي، لكنها مقتنعة بأن أي تحرك بهذا الاتجاه سيكون بمثابة دعوة مفتوحة لضربة عسكرية قاسية، قد تُغير موازين القوى في المنطقة.

تركيز إيراني على الدفاعات الجوية وإعادة البناء

بدلاً من التوسع في النشاط النووي، تُركز إيران في الوقت الحالي على تعزيز قدراتها الدفاعية الجوية وإصلاح ما دُمّر في الضربات الإسرائيلية الأخيرة. وتشمل هذه الجهود ترميم منظومات الرادار، وتحصين مواقع الإنتاج النووي، وتطوير بطاريات الدفاع الجوي قصيرة المدى، إضافة إلى تدريب وحدات متخصصة على التعامل مع هجمات سيبرانية محتملة.

ويبدو أن الاستراتيجية الإيرانية تقوم على “إعادة التموضع” بدلاً من المواجهة، في انتظار تغير في البيئة السياسية الدولية أو الإقليمية يُمكّنها من استئناف نشاطها النووي دون عواقب مباشرة.

الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار: تهديد ضمني؟

لكن التطور الأخطر الذي يخشاه مراقبون هو انسحاب إيران المحتمل من معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT)، وهي الاتفاقية التي تقيّد أنشطة الدول النووية وتُلزمها بالشفافية أمام الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

بحسب محللين، فإن انسحاب طهران من المعاهدة سيكون بمثابة رسالة تحدٍ للعالم بأسره، وسيمثل ضربة قوية لنظام عدم الانتشار الدولي، وقد يُمهّد قانونيًا لإنتاج سلاح نووي كامل. كما أن هذا الانسحاب قد يُسرّع أي تحرك عسكري ضد إيران، خصوصًا من إسرائيل التي تعتبر النووي الإيراني تهديدًا وجوديًا.

خاتمة: لعبة توازن دقيقة… وقرارات محفوفة بالمخاطر

الوضع الحالي في الملف النووي الإيراني يُشبه اللعب على الحافة. فطهران لا تزال تمتلك كل ما تحتاجه لتطوير سلاح نووي، لكنها تُبقيه في “وضعية الانتظار”، في ظل الردع العسكري القائم والضغوط الدولية المستمرة.

في المقابل، إسرائيل والولايات المتحدة تراقبان عن كثب، وتُبقيان خيار التحرك العسكري الوقائي مطروحًا بقوة، إذا شعرتا بأن إيران تقترب من “العتبة النووية”.

وفي ظل غياب مسار دبلوماسي واضح، تبقى كل الخيارات على الطاولة، ويظل أي تحرّك إيراني خارج المألوف كفيلًا بإشعال مواجهة جديدة في الشرق الأوسط، قد تكون أخطر من أي تصعيد سابق.

اقرأ أيضاً:

تفوق روسي ميداني يضغط على الجبهة الشرقية في أوكرانيا

يارا حمادة

يارا حمادة صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى