عربي وعالمي

حماس علي وشك قبول إتفاق وقف إطلاق النار في غزة وسط ضغوط دولية وازمه انسانيه

حماس تقترب من قبول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

بعد قرابة 20 شهرًا من الحرب وتفاقم الكارثة الإنسانية في غزة، يبدو أن حماس على وشك قبول اتفاق وقف إطلاق النار الذي وافقت عليه إسرائيل بالفعل. وتقول مصادر مقربة من الحركة إن حماس تطالب بضمانات أقوى بأن يؤدي هذا الاقتراح الأخير إلى وقف دائم للأعمال العدائية. ويأتي هذا التطور في الوقت الذي يستعد فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإجراء محادثات بالغة الأهمية في واشنطن مع دونالد ترامب، مع تزايد الآمال بين الدبلوماسيين والقوى الإقليمية بأن الهدنة قد تكون أخيرًا في متناول اليد. ومع ذلك، لا يزال طريق السلام هشًا، ويشكله انعدام الثقة العميق، والأجندات السياسية المتضاربة، والثمن الباهظ للحرب على المدنيين.

 

عقبات أخيرة في محادثات الهدنة

يُقال إن قيادة حماس، التي تتعرض لضغوط متزايدة في أعقاب الانتكاسات العسكرية والإصابات المدنية، تُراجع إطارًا لوقف إطلاق النار تدعمه إسرائيل. ومع ذلك، قبل الالتزام، تُصرّ الحركة على ضمانات بأن الهدنة المقترحة لمدة 60 يومًا ستؤدي إلى وقف كامل ودائم للصراع. وأشار بيان صادر عن حماس يوم الجمعة إلى استمرار المشاورات مع الفصائل الفلسطينية الأخرى، مما يُشير إلى أن الحركة تسعى إلى شرعية أوسع ووحدة خلف أي قرار رسمي.

جناح عسكري مُدمّر، تنازل مُتردد

تعرّض الجناح العسكري لحماس لضربات قاسية، حيث فقد قادةً رئيسيين وأُجبر على الخروج من معاقله في وسط وجنوب غزة. وفي خضم هذا التآكل في القدرة العسكرية، أفادت التقارير أن حتى الفصائل المتشددة داخل الحركة أقرّت بالحاجة إلى هدنة تكتيكية. وقال مصدر مُطلع على المداولات الداخلية لحماس إن وقف إطلاق النار قد يُمثّل فرصة لإعادة تنظيم صفوفها وإعادة تقييم استراتيجيتها على المدى الطويل.

تحول بعد وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل

 

ازداد الزخم الدبلوماسي لمحادثات السلام في غزة في أعقاب وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة الشهر الماضي، والذي أوقف حربًا استمرت 12 يومًا بين إسرائيل وإيران. بناءً على هذا النجاح الهش، كثّفت واشنطن جهودها لتحقيق اختراق مماثل في غزة. وقد أكد ترامب مؤخرًا قبول إسرائيل لخطة هدنة، مشيرًا يوم الخميس إلى أنه “سنعرف خلال الأربع والعشرين ساعة القادمة” ما إذا كانت حماس ستفعل الشيء نفسه.

نتنياهو يتطلع إلى واشنطن، والسياسة الداخلية تلوح في الأفق

من المقرر أن يتوجه رئيس الوزراء نتنياهو إلى واشنطن لإجراء محادثات مع ترامب حول مجموعة من القضايا الإقليمية، بما في ذلك غزة وإيران. وبينما قاوم نتنياهو لفترة طويلة هدنة دائمة، ويعود ذلك إلى حد كبير إلى ضغوط من شركائه في الائتلاف اليميني المتطرف، فإن المكاسب العسكرية التي حققتها إسرائيل ضد إيران عززت مكانته السياسية. ومع ميل الرأي العام الآن لصالح التوصل إلى اتفاق، قد يشعر رئيس الوزراء بمساحة أكبر للمناورة دبلوماسيًا مقارنة بالأشهر الماضية.

حزمة وقف إطلاق النار: تبادل الأسرى ووصول المساعدات

وفقًا لمسؤولين مطلعين على المفاوضات، تتضمن الصفقة المقترحة إطلاق سراح 10 رهائن إسرائيليين ما زالوا على قيد الحياة في غزة، إلى جانب إعادة رفات 18 آخرين، مقابل إطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. كما سيسمح الاتفاق بدخول المساعدات الإنسانية الفورية إلى غزة، ويبدأ انسحابًا تدريجيًا للقوات الإسرائيلية. ومن المتوقع أن تبدأ المفاوضات غير المباشرة، بوساطة مصر وقطر، فورًا في حال موافقة حماس.

الأزمة الإنسانية في غزة والتدقيق المتزايد

في ظل تهديدات المجاعة والأمراض لقطاع غزة، تخضع العمليات الإنسانية لتدقيق شديد. اتهم تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) يوم الجمعة مؤسسة غزة الإنسانية (GHF) – وهي منظمة إغاثة خاصة مدعومة من الغرب – بإطلاق النار على المدنيين الذين يطلبون المساعدة. وزعم المبلغون عن المخالفات وجود سلوك متهور وقواعد اشتباك غير واضحة. ونفت مؤسسة غزة الإنسانية والجيش الإسرائيلي ارتكاب أي مخالفات، ووصفا الاتهامات بأنها لا أساس لها. ومع ذلك، فإن تزايد عدد القتلى – الذي تجاوز الآن 57 ألفًا وفقًا لوزارة الصحة في غزة – قد زاد من الضغوط الدولية لإيجاد حل.

الغضب الشعبي ومعضلة الرهائن

يتصاعد الغضب في إسرائيل، مع احتجاجات حاشدة في تل أبيب تطالب نتنياهو بإعطاء الأولوية لإعادة الرهائن على الحسابات السياسية. خلال زيارة قام بها نتنياهو يوم الخميس إلى كيبوتس نير عوز، أحد أكثر التجمعات السكانية تضررًا من هجوم حماس عام 2023، جدد التزامه باستعادة جميع الرهائن، أحياءً وأمواتًا. ومع ذلك، يتهمه المنتقدون بالتقصير في تحمل مسؤولية الإخفاقات الاستخباراتية والأمنية التي أدت إلى الهجوم، الذي أسفر عن مقتل 1200 إسرائيلي واحتجاز 251 رهينة.

لماذا قد تكون هذه اللحظة مختلفة؟

على الرغم من العديد من المحاولات الفاشلة، قد تحظى هذه الجولة من المفاوضات بزخم فريد. فالإدارة الأمريكية تبذل جهودًا كبيرة للتوسط في حل، والسياسة الداخلية الإسرائيلية آخذة في التحول، وحماس منهكة عسكريًا. والأهم من ذلك، أن التكلفة البشرية الباهظة – لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين – تجبر على إعادة حسابات. وكما قال السفير الأمريكي مايك هاكابي: “الرئيس يريد إنهاء الأمر. ورئيس الوزراء يريد إنهاء الأمر.

أقرأ أيضا

قاده الغرب يطالبون والدبلوماسية..لكنهم لايملكون الشجاعه لوقف الحرب او حتي تسميه أسبابها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى