اخبار عاجلة

ترامب يتوجه إلى ألاسكا للقاء بوتين في قمة مصيرية حول الحرب في أوكرانيا

انطلقت، صباح الجمعة 15 أغسطس 2025، رحلة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب متجهًا إلى مدينة أنكوراج بولاية ألاسكا، حيث من المقرر أن يلتقي نظيره الروسي فلاديمير بوتين في اجتماع وُصف بأنه قد يكون الأكثر أهمية في ولايته حتى الآن، وسط آمال أمريكية بأن يشكّل لحظة مفصلية في جهود إنهاء الحرب الدائرة في أوكرانيا منذ أكثر من ثلاث سنوات.

 

اللقاء، المقرر أن يبدأ عند الساعة 11 صباحًا بالتوقيت المحلي (8 مساءً بتوقيت لندن)، سيعقد في قاعدة “إلمندورف-ريتشاردسون” العسكرية، وسيستمر حسب الجدول المعلن حوالي سبع ساعات، يتخللها اجتماعات ثنائية وموسعة بين الوفود، ويختتم بمؤتمر صحفي مشترك.

 

وفود رفيعة المستوى من الجانبين

 

يقود الرئيس بوتين وفدًا يضم شخصيات بارزة من أركان النظام الروسي، بينهم وزير الخارجية سيرغي لافروف، ومستشاره للشؤون الخارجية يوري أوشاكوف، ووزير الدفاع أندريه بيلوسوف، ورئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي كيريل ديميترييف، ووزير المالية أنطون سيلوانوف.

 

أما الجانب الأمريكي، فيرافق ترامب وزير الخارجية ماركو روبيو، ووزير الخزانة سكوت بيسنت، ووزير التجارة هاورد لوتنيك، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية جون راتكليف، ورئيسة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز، إلى جانب مبعوثين وخبراء ومستشارين أمنيين.

 

أجواء مشحونة قبل القمة

 

قبل ساعات من بدء المحادثات، أثارت روسيا الجدل بما اعتبره مراقبون “رسائل استفزازية”، إذ ظهر لافروف في أنكوراج مرتديًا سويت شيرت يحمل شعار “USSR”، في إشارة إلى الاتحاد السوفيتي، الأمر الذي فسره محللون بأنه تذكير بخطاب الكرملين القائم على وحدة الروس والأوكرانيين وإنكار سيادة أوكرانيا. كما تندرت وسائل الإعلام الروسية بتقديم “دجاج كييف” لوفدها الصحفي المرافق، في إشارة ساخرة إلى العاصمة الأوكرانية.

قضايا جوهرية على الطاولة

 

القمة تأتي وسط خلافات عميقة بين موسكو وكييف حول القضايا الجوهرية للحل السياسي، وأبرزها:

 

الحدود والسيادة: روسيا تسيطر على نحو 20% من الأراضي الأوكرانية وتطالب بمزيد من الأراضي، خاصة في إقليم دونيتسك، مقابل وقف إطلاق النار، وهو ما ترفضه كييف رفضًا قاطعًا.

 

الضمانات الأمنية: موسكو تريد أوكرانيا دولة “محايدة” عسكريًا، فيما تسعى كييف إلى الحصول على ضمانات أمنية من حلفائها الغربيين بعد رفض انضمامها للناتو.

 

العقوبات الاقتصادية: روسيا تطالب برفع العقوبات الغربية، بينما الموقف الأوروبي متشدد ويربط ذلك باتفاق سلام شامل.

 

الجرائم والانتهاكات: المحكمة الجنائية الدولية أصدرت مذكرة اعتقال بحق بوتين بتهمة الترحيل القسري لآلاف الأطفال الأوكرانيين، وهو ملف ترفض كييف التنازل عنه.

 

أسرى الحرب: هناك أكثر من 8,000 أسير أوكراني لدى روسيا، مقابل أعداد أقل لدى أوكرانيا، ما يجعل التبادل أحد الملفات المطروحة للتفاوض.

 

توقعات متباينة

 

بينما يحاول البيت الأبيض تسويق اللقاء كخطوة نحو السلام، يرى كثير من المحللين أن فرص التوصل إلى اتفاق شامل ما زالت ضعيفة، نظرًا لتباعد مواقف الأطراف المعنية. روسيا، التي تشعر بتفوق نسبي على الأرض، قد تسعى لاستغلال اللقاء للحصول على تنازلات سياسية، فيما تصر أوكرانيا وحلفاؤها على احترام القانون الدولي ورفض تغيير الحدود بالقوة.

مشهد الشارع في ألاسكا

 

تزامن وصول الوفود مع مظاهرات مؤيدة لأوكرانيا في شوارع أنكوراج، حيث رفع المحتجون الأعلام الأوكرانية ولافتات تدعو لعدم الرضوخ للضغوط الروسية. وفي أجواء تجمع بين الترقب والقلق، عبّر بعض السكان عن مخاوفهم مما قد يتمخض عنه الاجتماع، مازحين بالقول: “فقط لا تبيعونا مرة أخرى”، في إشارة تاريخية لشراء الولايات المتحدة ألاسكا من روسيا عام 1867.

 

سياق تاريخي

 

هذا اللقاء هو الأول بين ترامب وبوتين منذ اجتماعهما في هلسنكي عام 2018، لكنه يجري في ظل ظروف أكثر تعقيدًا، حيث الحرب في أوكرانيا مستمرة والعلاقات بين موسكو والغرب في أدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة. ترامب، الذي قال إن فرص نجاح القمة تصل إلى 75%، يراهن على أن العقوبات الاقتصادية جعلت بوتين أكثر استعدادًا للتفاوض، لكن ما سيجري خلف الأبواب المغلقة يبقى غامضًا.

 

ختامًا، سواء أفضت القمة إلى اختراق دبلوماسي أو انتهت إلى مجرد عرض سياسي، فإن يوم 15 أغسطس 2025 قد يسجل في كتب التاريخ كأحد أهم محطات الصراع الأوكراني أو كفرصة ضائعة جديدة في مسار السلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى