مرأة ومنوعات

الحب حين يتحوّل إلى سجن: كيف تحمي العائلات أبناءها من علاقات السيطرة والعزل؟

من العزلة العاطفية إلى العنف النفسي غير المرئي، تروي أم قصة ابنتها التي وقعت في قبضة شريك يتحكم بكل تفاصيل حياتها.

في وقت تتسع فيه مفاهيم العنف الأسري، تبرز علاقات تبدو في ظاهرها “رومانسية”، لكنها في جوهرها تقوم على التحكم القسري والعزل العاطفي. القصة التي نشرتها الكاتبة البريطانية أناليزا باربييري ليست استثناء، بل صورة مصغرة لواقع تعيشه آلاف النساء.

 

علامات أولى… تبدأ بالصمت وتنتهي بالعزلة

حين بدأت الابنة تختفي تدريجياً من حياة أسرتها – تغيب عن المناسبات، لا ترد على الرسائل، وتنأى بنفسها عن أقرب الناس – أدركت الأم أن شيئاً ما ليس على ما يرام. وهذا الانسحاب الصامت هو إشارة تحذير مبكرة في العلاقات المبنية على التلاعب.

 

عندما تصبح القرارات الصغيرة أدوات سيطرة

لاحظت الأم أن ابنتها لم تعد تملك قرارها الشخصي. شريكها يختار عنها، يقرر من تراه ومتى، ويُلبس ذلك ثوب “الاهتمام”. وهذا النوع من الهيمنة هو جوهر ما يُعرف بـ”العنف القائم على السيطرة”، المعترف به قانونياً في دول مثل بريطانيا.

 

الغيرة من العائلة: العزل الاجتماعي كسلاح

في حالات كثيرة، يبدأ المعتدي ببث مشاعر الغيرة والحساسية المفرطة من أقرب الأشخاص للضحية. في هذه القصة، وصل الأمر إلى تحريض الابنة ضد أفراد عائلتها الذكور.

الهدف؟ قطع جميع الجسور التي تربطها بماضيها ودعمها النفسي.

 

عنف بلا صراخ… لكن بأثر عميق

توضح خبيرة العلاج النفسي إيرين هادجييانو أن ما يحدث ليس مجرد علاقة سامة، بل إساءة نفسية ممنهجة. والضحايا نادراً ما يدركون ما يمرّون به، لأن العنف لا يُقاس بالكدمات فقط، بل بالإلغاء اليومي للذات.

 

الحديث لا يجب أن ينتظر الانفجار

الصمت بحجة عدم التدخل قد يُفسَّر بأنه قبول. البديل؟ بدء الحوار من باب الشعور لا من باب الاتهام: “أراك متعبة… هل كل شيء بخير؟”

هذه الجملة الصغيرة قد تفتح باباً مغلقاً.

 

كلمات الدعم… ترميم للهوية

حين يعيش الإنسان في ظل من يجعله يشعر أنه بلا قيمة، تصبح كلمات مثل “أنت مهمة لنا” أو “نشتاق إليك” علاجات نفسية، لا مجاملات. وإنها مقاومة ناعمة ضد عنف ناعم.

 

أصعب اللحظات: حين تقرر الرحيل

مغادرة العلاقة ليست نهاية الألم، بل ذروته. كثير من النساء يتعرضن لأخطر التهديدات في لحظة الانفصال. لذلك، يجب أن تكون هذه الخطوة مدروسة ومحمية بدعم قانوني وأمني.

 

كن دائماً نافذتها للعالم

ربما لا تقدر العائلة على “إنقاذ” الضحية فوراً، لكن الحفاظ على نافذة تواصل صغيرة، حتى برسالة كل شهر، قد تنقذها يوماً. ولا تكن الشخص الذي يضغط، بل من تنتظره في لحظة الانهيار.

 

أمل في التفاصيل… ومقاومة بالصبر

حين يختبئ العنف خلف كلمات الحب، تصبح الاستمرارية، الصبر، والثقة أدوات مقاومة فعلية.

وما تحتاجه الضحية أكثر من أي شيء هو شخص يصدقها… ويظل موجوداً بصمت مطمئن.

إقرأ ايضَا:

مصممون وجامعو مجوهرات أمام إرتفاع أسعار الذهب: فوضى…فوضي خالصه

 

سولين غزيم

سولين غزيم صحفية سورية ، تتميز بقلمها الجريء واهتمامها العميق بالقضايا الإنسانية والاجتماعية. تعمل على تسليط الضوء على هموم الناس بصوت صادق، وتنقل الحقيقة من قلب الحدث بموضوعية وشغف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى