أميركا تتوقع انفراجة كبيرة في المحادثات التجارية مع الصين

أعرب وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت عن تفاؤله بإمكانية حدوث “انفراجة كبيرة” في الجولة القادمة من المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، في ظل تصاعد التوترات التجارية بين البلدين منذ عدة أشهر.
وقال بيسنت، في تصريحات صحفية، إن الحكومة الأميركية تعمل بجد من أجل التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يُعيد التوازن للعلاقات الاقتصادية بين أكبر اقتصادين في العالم، مؤكدًا أن الجولة القادمة من المفاوضات ستكون “حاسمة” وقد تُثمر عن نتائج ملموسة.
دعم عاجل للمزارعين الأميركيين المتضررين من تراجع الصادرات
وفي سياق متصل، كشف وزير الخزانة أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتخذت خطوات ملموسة لدعم المزارعين الأميركيين الذين تأثروا بشدة من تراجع مشتريات الصين من المنتجات الزراعية، وخاصة فول الصويا.
وأوضح بيسنت أن محصول هذا العام وفير للغاية، إلى درجة أن الولايات المتحدة قد تضطر إلى “استنفاد كامل طاقة التخزين المتاحة”، نظرًا لتراجع الطلب الخارجي، مشيرًا إلى أن ذلك يُشكل تحديًا كبيرًا للقطاع الزراعي.
وأشار إلى أنه عقد اجتماعًا، في اليوم السابق، مع كل من الرئيس ترامب ووزيرة الزراعة بروك رولينز في البيت الأبيض لمناقشة الوضع الحالي وبلورة حزمة دعم جديدة للمزارعين، سيتم الإعلان عنها رسميًا يوم الثلاثاء المقبل.
الصين تستخدم أوراق الضغط الاستراتيجية في المفاوضات
وتطرّق بيسنت إلى بعض أساليب الضغط التي مارستها الصين خلال العام الجاري، مشيرًا إلى أن بكين استخدمت هيمنتها على المعادن النادرة الاستراتيجية كورقة تفاوضية، في محاولة للضغط على إدارة ترامب لتخفيف قيود التصدير المفروضة على بعض السلع التكنولوجية.
وأضاف أن هذه الخطوة جاءت مباشرة بعد اتفاق أولي بين البلدين لخفض بعض الرسوم الجمركية المرتفعة، لكنها كشفت عن عمق التعقيدات في الملف التجاري بين الطرفين، لا سيما في ظل المنافسة التكنولوجية المتصاعدة.
فول الصويا في قلب المعركة التجارية
وأكد الوزير أن الصين استخدمت مشترياتها من فول الصويا كسلاح اقتصادي في خضم الحرب التجارية، حيث قلصت وارداتها بشكل حاد من السوق الأميركية بالتزامن مع بدء موسم الحصاد، ما زاد الضغط على المزارعين.
ويُعد فول الصويا من المنتجات الزراعية الاستراتيجية التي تمثل مصدر دخل رئيسي لعدد كبير من المزارعين في ولايات وسط وغرب أميركا، وقد شكّل تراجع الطلب الصيني أزمة كبيرة دفعت الإدارة الأميركية إلى زيادة الدعم الحكومي لهذا القطاع الحيوي.
ختام: تفاؤل حذر وسط تصعيد اقتصادي متواصل
رغم تفاؤله، أقرّ بيسنت بأن المفاوضات المقبلة لن تكون سهلة، وأن على الجانبين التحلي بالمرونة والواقعية للوصول إلى حلول تحقق مصالح مشتركة.
وأضاف أن الاستقرار التجاري بين أميركا والصين لا يخدم فقط اقتصاد البلدين، بل الاقتصاد العالمي بأسره، الذي يعاني أصلًا من آثار الحروب التجارية وسلاسل التوريد المتضررة.



