الاقتصاد

الذهب يواصل تحطيم الأرقام القياسية عالميًا.. وعيار 21 في مصر يقترب من 5000 جنيه

واصلت أسعار الذهب ارتفاعها التاريخي خلال الأسبوع الماضي، مسجلة مستويات غير مسبوقة، مدعومة بضعف الدولار الأميركي وتزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي. وسجل سعر أونصة الذهب في التداولات الفورية أعلى مستوى تاريخي عند 3674 دولارًا، بزيادة بلغت 1.6% خلال الأسبوع.

بدأت أسعار الذهب تداولات الأسبوع عند 3591 دولارًا للأونصة، لكنها واصلت الصعود تدريجيًا وسط تزايد الطلب على المعدن الأصفر كملاذ آمن، لتنهي جلسة الأسبوع عند مستوى 3643 دولارًا. ويُعد هذا الصعود استمرارًا للزخم الصاعد الذي شهده الذهب في الأسابيع الماضية.

العوامل الداعمة لصعود الذهب

يرجع هذا الصعود الحاد في أسعار الذهب إلى مجموعة من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية. أبرزها تزايد التوقعات بقيام الفيدرالي الأميركي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماعه المرتقب في 17 سبتمبر. وأظهرت بيانات العقود الآجلة لصناديق الاحتياطي الفيدرالي أن الأسواق تضع في اعتبارها خفضًا كاملًا للفائدة، مع تراجع الرهانات على خفض أكبر بمقدار 50 نقطة أساس.

ويعزز هذا التوجه توجهات المستثمرين نحو الذهب كأداة تحوط ضد التضخم وتراجع العائد على الأصول الأخرى مثل السندات والدولار الأميركي.

ارتفاع الذهب في السوق المحلي المصري

في السوق المحلي المصري، واصل الذهب تسجيل مستويات قياسية جديدة، حيث يتداول الذهب عيار 21 – وهو الأكثر طلبًا – قرب مستوى 4900 جنيه للجرام، وسط توقعات باستهداف مستوى 5000 جنيه في المدى القريب إذا استمر الصعود العالمي.

وتتأثر الأسعار المحلية بشكل مباشر بتحركات السوق العالمية، إلى جانب عامل سعر صرف الجنيه مقابل الدولار، وتكاليف النقل والضريبة والمصنعية. ويشير عدد من المحللين المحليين إلى أن استمرار الطلب المرتفع على الذهب، سواء للاستثمار أو للادخار، يزيد من الضغوط على الأسعار محليًا.

الذهب كملاذ آمن في ظل عدم اليقين

يشير التحليل الفني الصادر عن مؤسسة “جلود بيليون” إلى أن المعدن الأصفر لا يزال يحافظ على الاتجاه الصاعد، مدعومًا بزخم قوي نتيجة عوامل اقتصادية عالمية، أبرزها استمرار المخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي، والسياسات النقدية التوسعية للبنوك المركزية.

ويُنظر إلى الذهب حاليًا باعتباره أحد أهم الملاذات الآمنة في فترات التقلبات المالية والجيوسياسية، حيث يتجه المستثمرون إليه في ظل التراجع المحتمل في قيمة الدولار وتذبذب أسواق الأسهم.

نظرة مستقبلية: هل يستمر الصعود؟

يرجّح خبراء أن تستمر موجة الصعود طالما ظل الذهب فوق مستويات 3600 دولار للأونصة، خصوصًا مع استمرار التكهنات بخفض الفائدة الأميركية وتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي. كما أن أي تطورات جيوسياسية جديدة أو تدهور في المؤشرات الاقتصادية الكبرى قد تدفع بالمعدن الأصفر إلى مستويات أعلى.

في المقابل، يحذر بعض المحللين من تصحيحات محتملة في الأسعار على المدى القصير، خصوصًا إذا جاءت بيانات اقتصادية أميركية قوية قد تدفع الفيدرالي لتأجيل خفض الفائدة أو تقليل حجمه.

في الختام

يبقى الذهب في بؤرة اهتمام الأسواق العالمية، متأرجحًا بين توقعات استمرار المكاسب القياسية، واحتمالات التصحيح المؤقت. ومع اقتراب اجتماع الفيدرالي الأميركي في سبتمبر، ستكون الفترة القادمة حاسمة في تحديد اتجاه الذهب، سواء نحو قمم جديدة أو استراحة مؤقتة قبل جولة صعود أخرى.

اقرأ أيضاً:

سقوط حكومة بايرو وتعيين لوكورنو يفضحان عمق الانقسام السياسي في فرنسا

يارا حمادة

يارا حمادة صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى