الوكالات

قمة أوروبية في فرنسا لبحث إرسال قوات إلى أوكرانيا وسط تكتم على التفاصيل

تستضيف فرنسا، اليوم الخميس، قمة أوروبية استثنائية تضم عددًا من الدول الداعمة لأوكرانيا تحت مظلة ما يُعرف بـ**”تحالف الراغبين”**، في خطوة تهدف إلى تعزيز الدعم الغربي لكييف في مواجهة الغزو الروسي المستمر منذ عام 2022.

مطالب أوكرانية بنشر قوات أوروبية ضمن تسوية النزاع

تأتي القمة في وقت تطالب فيه القيادة الأوكرانية بشكل متزايد بتقديم ضمانات أمنية ملموسة من الحلفاء الأوروبيين، بما في ذلك إمكانية نشر قوات أوروبية على الأراضي الأوكرانية ضمن أي اتفاق سلام مستقبلي مع روسيا.

وترى كييف أن وجود قوات أوروبية يمكن أن يكون عنصر ردع رئيسي ضد أي تهديد روسي مستقبلي، خاصة في ظل قناعتها بعدم كفاية الدعم العسكري عن بُعد أو حزم المساعدات الاقتصادية فقط.

تكتم أوروبي حول تفاصيل الضمانات الأمنية

ورغم الطابع العلني للقمة، إلا أن الزعماء الأوروبيين التزموا الصمت فيما يتعلق بطبيعة الضمانات الأمنية المقترحة، وعلى رأسها مسألة نشر القوات الأوروبية في أوكرانيا، وهو الأمر الذي يثير جدلاً داخل بعض العواصم الأوروبية.

وبحسب مصادر دبلوماسية أوروبية، فإن المناقشات تشمل أيضًا تدريب الجيش الأوكراني، وتقديم دعم استخباراتي، وإمدادات عسكرية متقدمة، دون الحديث عن إرسال قوات مقاتلة على المدى القريب.

الولايات المتحدة تؤيد ولكنها تبقي على مسافة

رغم أن الولايات المتحدة ليست طرفًا رسميًا في هذه القمة الأوروبية، فإنها تضطلع بدور داعم ومؤثر، من خلال التنسيق السياسي والعسكري مع الدول الحليفة في القارة.

ويُنتظر أن تتابع واشنطن نتائج القمة عن كثب، خاصة في ضوء النقاشات الجارية داخل الإدارة الأميركية حول مستقبل المساعدات العسكرية لأوكرانيا، وسبل احتواء التصعيد مع روسيا دون التورط في مواجهة مباشرة.

ماكرون: مستعدون لتقديم ضمانات أمنية لكييف

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد أكد، خلال لقائه مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الأربعاء، أن أوروبا “مستعدة لتقديم ضمانات أمنية فورية” لأوكرانيا، بمجرد التوصل إلى اتفاق سلام دائم ينهي الحرب.

وقال ماكرون في مؤتمر صحفي مشترك:

> “نحن ملتزمون بدعم سيادة أوكرانيا، وسنكون جاهزين للتحرك فورًا لتأمين أي اتفاق سلام عبر التزامات واضحة وشاملة.”

هذا التصريح يُعد الأوضح من نوعه حتى الآن، ويعكس تحولًا في الموقف الأوروبي نحو انخراط أكبر في الملف الأوكراني، خاصة في ظل تزايد الانتقادات من كييف بشأن “بطء” الدعم الأوروبي مقارنة بالاحتياجات الفعلية على الأرض.

مخاوف روسية من تدخل عسكري أوروبي مباشر

من جانبها، نددت موسكو بأي حديث عن نشر قوات أوروبية في أوكرانيا، واعتبرته استفزازًا خطيرًا قد يؤدي إلى تصعيد لا يمكن التحكم به. وأكدت الخارجية الروسية أن أي تدخل مباشر سيُقابل بـ”رد مناسب”، محذرة الدول الأوروبية من “اللعب بالنار”.

ويرى محللون أن القمة قد تشكل نقطة مفصلية في إعادة رسم أدوار أوروبا الأمنية خارج حدودها التقليدية، وسط تساؤلات حول مدى استعداد الأوروبيين لتحمل كلفة الانخراط العسكري المباشر في صراع مفتوح.

اقرأ أيضاً:

الصين تُلزم المنصات بوضع علامات على المحتوى المُولّد بالذكاء الاصطناعي

يارا حمادة

يارا حمادة صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى