تقارير التسلح

البنتاغون يطلق برنامج الدفاع الصاروخي “شيلد” بقيمة 151 مليار دولار

أعلنت وكالة الدفاع الصاروخي الأمريكية عن إطلاق برنامج دفاعي هو الأكبر من نوعه، تحت اسم “شيلد” SHIELD، بقيمة تقديرية تصل إلى 151 مليار دولار. يهدف المشروع إلى إعادة صياغة الطريقة التي تطوّر بها الولايات المتحدة أنظمة الدفاع الصاروخي المتقدمة، لمواكبة التهديدات المتصاعدة في عالم سريع التغير.

ويُعد هذا البرنامج، الذي يمتد لعشر سنوات قابلة للتمديد، تحولًا جوهريًا في أسلوب إدارة العقود الدفاعية، إذ يتيح مرونة غير مسبوقة في شراء وتطوير الأنظمة الحديثة عبر منصة موحدة، لتسريع وتيرة الإنتاج والابتكار العسكري في مواجهة التحديات الأمنية.

 

عقد مفتوح بآلية جديدة للتسليح

 

يتبنى مشروع “شيلد” نظام العقود متعددة الأطراف ذات التسليم والكميات غير المحددة (IDIQ)، وهو أسلوب يهدف إلى تسهيل التعاقدات وتسريع تسليم النظم الدفاعية الحديثة إلى وزارة الدفاع الأمريكية.

وسيسمح هذا الإطار للوكالة بإصدار طلبات شراء سريعة استجابة للمتغيرات الميدانية، ما يعزز من قدرة البنتاغون على التعامل مع التهديدات الطارئة بكفاءة أكبر. كما أُعلن أن هذا الإطار الجديد يلغي جميع المشاريع السابقة، بعد مراجعات موسّعة أجرتها الوكالة بالتعاون مع شركات الدفاع الكبرى لضمان التوافق مع متطلبات العصر.

 

انفتاح على القطاع الخاص وسباق ضد الزمن

 

فتح البنتاغون الباب أمام الشركات لتقديم عروضها حتى 16 أكتوبر 2025، في إطار منافسة مفتوحة وشفافة. ويشمل البرنامج مجالات متعددة في البحث والتطوير بالعلوم الفيزيائية والهندسية والحياتية.

وأكدت الوكالة أن المشاركة في المناقصة لا تتطلب تسجيلًا مسبقًا ضمن كود الصناعة المحدد، استجابة لملاحظات القطاع الخاص. وأوضحت أن الهدف هو توسيع قاعدة الشركات المشاركة، وتحفيز الابتكار عبر إشراك مؤسسات ناشئة وشركات تكنولوجية إلى جانب عمالقة الصناعة الدفاعية.

 

“شيلد”: قلب الدفاع الأمريكي الجديد

 

يمثل البرنامج ركيزة أساسية في استراتيجية الدفاع متعددة المستويات التي يعتمدها البنتاغون، إذ يسعى إلى دمج وتسريع تطوير تقنيات قادرة على التصدي لأنواع متعددة من التهديدات الصاروخية.

ومن خلال دمج جميع مراحل البحث والتجريب والتصنيع في منظومة واحدة مرنة، تأمل وكالة الدفاع الصاروخي في تقصير فترات الإنتاج والتجربة، وتعزيز التعاون بين المؤسسات الحكومية والقطاع الصناعي، بما يسمح بإطلاق نماذج أولية وتشغيلها في زمن قياسي.

 

نحو هندسة جديدة للأمن الأمريكي

 

بفضل بنيته المفتوحة وميزانيته الضخمة، يُتوقع أن يصبح “شيلد” الركيزة المركزية للدفاع الداخلي الأمريكي خلال العقد المقبل. فهو لا يقتصر على تطوير الأنظمة الدفاعية فحسب، بل يسعى إلى ربط الابتكار الصناعي مباشرة بالاحتياجات العملياتية، مما يخلق جسرًا استراتيجيًا بين البحث العلمي ومتطلبات الميدان.

ويراهن البنتاغون على هذا المشروع لتأمين تفوق تكنولوجي طويل الأمد، يضمن حماية المجال الأمريكي من أي تهديدات صاروخية محتملة، ويفتح حقبة جديدة من الدفاع الذكي القائم على المرونة والتكامل.

اقرأ أيضاً

الولايات المتحدة تختار FN America لتطوير قاذف قنابل دقيق من الجيل التالي

رحمة حسين

رحمة حسين صحفية ومترجمة لغة فرنسية، تخرجت في كلية الآداب قسم اللغة الفرنسية وآدابها بجامعة عين شمس. تعمل في مجال الصحافة الثقافية والاجتماعية، إلى جانب عملها في الترجمة من الفرنسية إلى العربية. تهتم بقضايا حقوق الإنسان وحقوق المرأة، ولها كتابات مؤثرة في هذا المجال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى