طاقة

البحرية الأمريكية تمنح Raytheon عقدًا بقيمة 205 ملايين دولار لتحديث نظام الدفاع Phalanx

منحت البحرية الأمريكية شركة Raytheon، التابعة لمجموعة RTX، عقدًا بقيمة 205 ملايين دولار أمريكي لإنتاج ودعم نظام Phalanx Close-In Weapon System (CIWS)، وهو نظام دفاعي مهم يُعد خط الدفاع الأخير للسفن الحربية الأمريكية. ويشمل العقد، الذي أعلن في 8 سبتمبر 2025، عمليات تحديث وصيانة وتحويل للنظم، بالإضافة إلى توريد المعدات المرتبطة بالنظام، ضمن جهود متعددة السنوات لتمديد عمر النظام وتحسين أدائه.

وقالت باربرا بورجونوفي، رئيسة قسم Naval Power في Raytheon: “Phalanx هو خط الدفاع الأخير لبحريتنا، صُمم بعناية لحماية بحارتنا من التهديدات اليومية. ويؤكد هذا العقد الثقة الكبيرة التي تمنحها البحرية الأمريكية لنظام حاسم بهذا القدر”.

منظومة Phalanx: الدفاع القريب المتقدم

نظام Phalanx هو منظومة مدفعية سريعة الإطلاق، موجهة بالرادار ومتحكم فيها حاسوبيًا، مصممة لاعتراض وتدمير التهديدات الواردة على المدى القريب، بما في ذلك صواريخ مضادة للسفن والطائرات بدون طيار والمقذوفات المنخفضة التي قد تتجاوز الطبقات الخارجية لشبكة الدفاع على السفينة. ويُركب النظام على جميع فئات السفن الحربية الأمريكية، بالإضافة إلى استخدامه من قبل 24 دولة حليفة حول العالم.

يمثل النظام عنصرًا أساسيًا في بنية الدفاع الطبقي للبحرية، ويعمل عادة كخط دفاع نهائي عندما تفشل أنظمة الصواريخ بعيدة المدى والتدابير المضادة اللينة في تحييد التهديد. ويتيح تصميمه المستقل اكتشاف الأهداف وتتبعها والتعامل معها بشكل آلي، مما يجعله فعالًا بشكل خاص في السيناريوهات المعقدة والسريعة الحركة.

سجل قتالي مثبت

لقد أثبت نظام Phalanx فعاليته في حالات قتالية حقيقية. ففي يناير 2024، استخدمت المدمرة USS Gravely، من فئة Arleigh Burke، نظامها Phalanx لاعتراض وتدمير صاروخ أطلقته قوات الحوثي في البحر الأحمر، قبل ثوانٍ فقط من وصوله إلى السفينة. ووفقًا للبحرية الأمريكية، فإن سرعة الاستجابة هذه حالت دون إصابة مباشرة وأنقذت على الأرجح حياة أكثر من 300 بحار على متن السفينة.

تحسينات مستمرة وقدرات متقدمة

تواصل شركة Raytheon تطوير نظام Phalanx، مع إدخال تحسينات على البرمجيات والأجهزة، بما في ذلك خوارزميات تتبع أهداف أفضل، ومكونات رادار محسنة، وابتكارات لدعم استدامة النظام وتقليل التكاليف التشغيلية على المدى الطويل. وتشمل عمليات الإنتاج والدعم الحالية منشأة الشركة في لويسفيل، كنتاكي، مع دعم إضافي للإنتاج والتكامل في مواقع أمريكية أخرى حتى عام 2029.

تستمر البحرية الأمريكية في تحديث قدرات الدفاع القريب بسبب تطور التهديدات البحرية، التي تشمل أسراب الطائرات بدون طيار، والصواريخ الباليستية المضادة للسفن، وصواريخ كروز المتقدمة. ويُعد Phalanx من أكثر الأنظمة انتشارًا واختبارًا في العمليات الحقيقية على مستوى العالم.

التعاون مع الحلفاء

بينما تتصدر البحرية الأمريكية في استخدام منظومة Phalanx، تعتمد أيضاً البحرية الحليفة في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط على النظام لضمان حماية سفنها. ويشير استمرار إنتاجه إلى نية البحرية الأمريكية الحفاظ على مستوى عالٍ من الدفاع قصير المدى للسفن الحربية في مواجهة التوترات البحرية العالمية المتزايدة.

أهمية العقد

يمثل هذا العقد خطوة حاسمة لتعزيز الدفاع البحري الأمريكي والقدرة على حماية البحارة من التهديدات الحديثة، ويؤكد التزام الولايات المتحدة بالاستثمار في أنظمة دفاعية متقدمة ومثبتة، لضمان استمرار التفوق البحري في بيئة أمنية عالمية متغيرة ومعقدة. كما يوفر العقد منصة لتطوير التكنولوجيا الدفاعية، ودعم الصناعات المحلية، ورفع مستوى جاهزية الأسطول الأمريكي والحليف في مواجهة التهديدات المتطورة.

باختصار، يضمن العقد استمرار قدرة البحرية الأمريكية على الدفاع عن سفنها عبر نظام Phalanx، المعروف بفاعليته وقدرته على التصدي للتهديدات عالية السرعة، ويعزز مكانة Raytheon كمورد أساسي للتكنولوجيا الدفاعية البحرية.

 

اقرأ أيضاً:

تفوق روسي ميداني يضغط على الجبهة الشرقية في أوكرانيا

يارا حمادة

يارا حمادة صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى