نتنياهو: لن نسمح بسيطرة حماس أو السلطة الفلسطينية على غزة

في أحدث تصريحاته بشأن مستقبل قطاع غزة، شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن حكومته لن تمضي قدمًا في أي من البنود العشرين التي تضمنتها خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلا بعد تنفيذ البند الأول المتعلق بإطلاق سراح جميع المحتجزين، سواء كانوا أحياء أو أمواتًا. وقال نتنياهو في كلمة متلفزة إن “إسرائيل لن تتحرك خطوة واحدة قبل عودة آخر محتجز إلى الأراضي الإسرائيلية”، مؤكدًا أن الإفراج الكامل عن الأسرى يشكل الشرط الحاسم لأي تسوية أو ترتيبات مستقبلية في القطاع. وتأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد الضغوط الداخلية والخارجية على الحكومة الإسرائيلية لتوضيح موقفها من خطة واشنطن، التي تسعى إلى وقف الحرب المستمرة منذ شهور وفتح الباب أمام ترتيبات أمنية وسياسية جديدة.
رفض لتولي حماس أو السلطة إدارة غزة
وأوضح نتنياهو أن لا مكان لا لحركة حماس ولا للسلطة الفلسطينية في إدارة غزة “في اليوم التالي للحرب”، مشيرًا إلى أن إسرائيل ستتولى بنفسها مسؤولية نزع سلاح القطاع وضمان عدم عودة التهديدات الأمنية من جديد. وأكد أن أي كيان فلسطيني يضم ممثلين عن حماس أو السلطة لن يكون مقبولًا لدى تل أبيب، مشددًا على أن الأولوية المطلقة لإسرائيل هي “الأمن ونزع السلاح الكامل”. ويعكس هذا الموقف رفضًا واضحًا للمقترحات الدولية التي دعت إلى إشراك السلطة الفلسطينية في ترتيبات ما بعد الحرب، ويكشف في الوقت نفسه عن نية إسرائيل الإبقاء على نفوذها العسكري داخل القطاع لفترة غير محددة.
الجيش الإسرائيلي باقٍ في غزة بعد الحرب
وفي موازاة تصريحات نتنياهو، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن الجيش سيبقى متمركزًا في مواقع استراتيجية داخل قطاع غزة حتى بعد انتهاء العمليات العسكرية. وقال كاتس إن “وجود الجيش ضروري لضمان الأمن ومنع إعادة تسلح حماس”، مضيفًا أن المرحلة الأولى من خطة ترامب ستركز على إطلاق سراح المحتجزين ونزع سلاح الفصائل. وأشار إلى أن الجيش “منتشر في مدينة غزة ومستعد لأي طارئ”، محذرًا من أن إسرائيل ستستأنف عملياتها العسكرية إذا رفضت حماس الالتزام ببنود الخطة الأمريكية. هذه التصريحات تؤكد أن تل أبيب لا ترى في الوقت الراهن أي بديل موثوق يضمن مصالحها الأمنية سوى استمرار السيطرة الميدانية المباشرة على القطاع.
خطة غامضة ومستقبل ضبابي لغزة
تطرح المواقف الإسرائيلية الأخيرة تساؤلات عديدة حول ملامح اليوم التالي للحرب في غزة، وسط غياب رؤية واضحة لحل سياسي شامل. فبينما تروج واشنطن لخطة تهدف إلى استعادة الهدوء وتهيئة الأرضية لإعادة الإعمار، تصر إسرائيل على فرض ترتيبات أمنية تضمن بقاء نفوذها الميداني وتستبعد القوى الفلسطينية من المشهد. ومع استمرار المعارك والتوترات، يبدو أن مستقبل غزة سيظل رهينًا لتجاذبات إقليمية ودولية معقدة، حيث لا مؤشرات على قرب التوصل إلى اتفاق يوازن بين متطلبات الأمن الإسرائيلي وحقوق الفلسطينيين في إدارة شؤونهم بأنفسهم.