مصر تفتح أبوابها لجرحى غزة وتكثّف إرسال المساعدات الإنسانية

تواصل مصر، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، تقديم الدعم الكامل للشعب الفلسطيني في ظل الأوضاع الإنسانية القاسية داخل القطاع. وأكد اللواء خالد مجاور، محافظ شمال سيناء، أن الدولة المصرية في حالة جاهزية تامة لاستقبال المصابين من غزة داخل مستشفياتها، مشيرًا إلى تنسيق متواصل مع وزارة الصحة لتجهيز مستشفيات العريش وبئر العبد لاستقبال الحالات الحرجة. كما تم تعزيز أسطول سيارات الإسعاف وتجهيز معابر الدخول لضمان سرعة نقل الجرحى وتقديم الرعاية الطبية العاجلة لهم. وأوضح أن مصر تضع الملف الإنساني الفلسطيني في مقدمة أولوياتها، وتعمل على تأمين دخول المساعدات وتسهيل عمليات الإغاثة بالتعاون مع المؤسسات الدولية.
خطط طبية بثلاثة أنساق
أوضح مجاور أن خطة استقبال المصابين تسير وفق ثلاثة أنساق طبية تشمل مستشفيات شمال سيناء والمحافظات المجاورة، وصولًا إلى القاهرة للحالات الأشد خطورة. وأكد أن الهلال الأحمر والمنظمات الإنسانية يتولون الدعم الميداني، بينما تشرف المحافظة على التنفيذ والمتابعة. وأشار إلى أن العيادات المتنقلة داخل معبر رفح تقوم بإجراء فحوصات دقيقة وتقييم مبدئي للحالات قبل نقلها، حيث تُنسَّق عملية الإخلاء الطبي لحظة بلحظة مع وزارة الصحة وغرفة الأزمة في القاهرة لضمان استجابة سريعة وآمنة، ما يعكس جاهزية المنظومة الصحية المصرية.
خبرة ميدانية واستعدادات متقدمة
أكد محافظ شمال سيناء أن المحافظة اكتسبت خبرة ميدانية كبيرة من المراحل السابقة في استقبال الجرحى والمرضى الفلسطينيين، ما مكّنها من تطوير منظومة الاستجابة الإنسانية. وأوضح أن المستشفيات مجهّزة بأجهزة أشعة متنقلة وفرق طبية متخصصة في مجالات دقيقة مثل الجراحة والعناية المركزة. كما تم توفير كميات ضخمة من الأدوية والمستلزمات الطبية بناءً على دراسات مسبقة للأعداد المتوقعة. وأشار إلى وجود فرق دعم نفسي من الهلال الأحمر داخل المعبر لتقديم المساندة للأطفال والمصابين بالأمراض المزمنة فور دخولهم الأراضي المصرية، بما يضمن رعاية شاملة ومتوازنة.
ممرات المساعدات وعمليات التتبع
كشف مجاور عن استقبال المساعدات الإنسانية عبر ثلاثة مسارات: بحرية تصل إلى ميناء العريش، وجوية تهبط في مطار العريش الدولي الجديد، وبرية عبر السكك الحديدية إلى بئر العبد والأنفاق الضخمة التي دشنتها الدولة مؤخرًا. وأوضح أن غرفة عمليات الهلال الأحمر تتولى تسجيل المساعدات يدويًا وإلكترونيًا عبر نظام QR-Code لتوثيق بلد المنشأ وتاريخ الصلاحية وكميات الشحنات، ما يسهل تتبعها وضمان وصولها لمستحقيها داخل غزة. وأكد أن هذه المنظومة الرقمية الجديدة تمثل نقلة نوعية في إدارة المساعدات الإنسانية وتعكس شفافية الدور المصري.
اتفاق شرم الشيخ يرسّخ الهدوء
تأتي هذه الجهود بالتزامن مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيّز التنفيذ بعد توقيعه في قمة شرم الشيخ، التي جمعت الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظراءه الأمريكي والقطري والتركي. وينص الاتفاق على انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية وعودة النازحين إلى مناطقهم، في خطوة تمهّد لمرحلة إعادة الإعمار. وتسعى مصر إلى تثبيت الهدوء وضمان استدامته عبر مواصلة تدفق المساعدات الإنسانية، بما يعزز استقرار القطاع ويعيد الأمل في حياة طبيعية للفلسطينيين بعد سنوات من المعاناة والصراع.



