مقالات وآراء

الباحثة رقيه الأشرم تكتب .. زيارة الرئيس السيسي إلى بروكسل.. دعم أوروبي متجدد للاقتصاد المصري

تُعد زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة البلجيكية بروكسل محطة جديدة تؤكد عمق العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي، وتعكس المكانة المتميزة التي أصبحت تحتلها القاهرة كشريك أساسي في معادلة الأمن والاستقرار الإقليمي، فضلًا عن دورها المحوري في دعم التعاون الاقتصادي مع أوروبا.

من وجهة نظري، تحمل هذه الزيارة دلالات متعددة، فمشاركة الرئيس السيسي في مؤتمر الاقتصاد الأوروبي جاءت في توقيت بالغ الأهمية، حيث يشهد الاقتصاد المصري مرحلة من التحول الهيكلي الطموح، تسعى خلالها الدولة إلى جذب مزيد من الاستثمارات وتعزيز الإنتاج المحلي. ولذلك، فإن الحوار المباشر مع قادة الاتحاد الأوروبي يُعد خطوة استراتيجية لفتح آفاق جديدة أمام التعاون الاقتصادي ودعم مشروعات التنمية المستدامة.

وقد لمسنا خلال الزيارة اهتمامًا أوروبيًا متزايدًا بتوسيع الاستثمارات في مصر، خاصة في مجالات الطاقة النظيفة، والصناعة، والزراعة الحديثة، والبنية التحتية. هذا الاهتمام يعكس إدراكًا أوروبيًا واضحًا لقوة الموقع الجغرافي لمصر، وما توفره من بيئة استثمارية واعدة ومناخ آمن للاستثمار طويل الأجل.

كما أرى أن إعلان الاتحاد الأوروبي عن حزمة استثمارات ومساعدات جديدة موجهة للاقتصاد المصري، يمثل تجديدًا لثقة الشركاء الأوروبيين في مسار الإصلاح الاقتصادي المصري، ويعكس اقتناعًا بقدرة الدولة على تجاوز التحديات العالمية، سواء تلك المتعلقة بالأمن الغذائي أو التحولات المناخية أو اضطرابات سلاسل التوريد.

وقد أكد الرئيس السيسي خلال كلمته في المؤتمر أن مصر تمضي بخطى ثابتة نحو تحقيق رؤية مصر 2030، وهو ما يتسق مع توجهات أوروبا نحو دعم التحول الأخضر والرقمي. وهذا التلاقي في الرؤى بين الجانبين يشكل أرضية صلبة لتوسيع مجالات الشراكة المستقبلية، ليس فقط في الاستثمار، بل في التكنولوجيا والطاقة المتجددة والتعليم الفني أيضًا.

ومن المهم الإشارة إلى أن الإشادات الأوروبية بدور مصر في تعزيز الاستقرار الإقليمي ومكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية لم تأت من فراغ، بل جاءت تقديرًا لدور مصري متوازن ومسؤول في محيطه الإقليمي، يسعى لحماية الأمن الأوروبي والعربي على حد سواء.

إن هذه الزيارة، في تقديري، ليست مجرد حدث دبلوماسي، بل هي رسالة ثقة دولية جديدة في الاقتصاد المصري وفي القيادة السياسية التي نجحت في إعادة بناء مؤسسات الدولة وتعزيز قدرتها على مواجهة المتغيرات.

ختامًا، يمكن القول إن زيارة الرئيس السيسي إلى بروكسل تمثل خطوة استراتيجية نحو تعميق الشراكة المصرية – الأوروبية، وتفتح أمام الاقتصاد المصري مسارات تعاون جديدة تواكب متطلبات التنمية المستدامة، بما يعزز مكانة مصر كقوة اقتصادية صاعدة في المنطقة، وقلب نابض للتعاون بين ضفتي المتوسط

نوران الرجال

نوران الرجال باحثة اقتصادية وكاتبة صحفية متخصصة في شؤون النقل البحري والاقتصاد البحري، وتشغل عضوية لجنة النقل البحري بالجمعية العمومية العلمية للنقل. كما تتولى منصب المدير العام لمركز العربي للأبحاث البحرية والاستراتيجية، حيث تسهم في صياغة الرؤى وتقديم الدراسات الداعمة لتطوير قطاع النقل البحري في المنطقة العربية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى