ترامب يصعّد تجاريًا ضد الصين وكندا قبل قمة حاسمة مع شي جين بينغ

أشعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موجة جديدة من الاضطرابات التجارية العالمية، بعدما أعلنت إدارته عن بدء تحقيق جديد قد يمهد لفرض رسوم إضافية على الصين، تزامنًا مع هجوم لفظي حاد على كندا وإيقاف المحادثات التجارية معها.
تصعيد ضد الصين قبل القمة
أعلنت مكتب الممثل التجاري الأمريكي (USTR) يوم الجمعة بدء تحقيق حول مدى التزام بكين بالاتفاق التجاري الذي أُبرم في الولاية الرئاسية الأولى لترامب، في خطوة تهدد بزيادة التوتر بين أكبر اقتصادين في العالم قبل القمة المنتظرة بين ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ المقررة الخميس المقبل في كوريا الجنوبية.
وذكرت الإدارة الأمريكية أن التحقيق سيُحدد “ما إذا كانت الصين قد نفذت التزاماتها بالكامل… وما الإجراءات المناسبة التي يجب اتخاذها ردًا على ذلك”.
التحقيق الجديد يمنح البيت الأبيض غطاء قانونيًا لفرض رسوم جديدة على الواردات الصينية حتى في حال إلغاء المحكمة العليا لرسوم الطوارئ السابقة.
خلاف دبلوماسي مع كندا
جاء التصعيد مع الصين بعد يوم واحد فقط من إعلان ترامب تجميد المفاوضات التجارية مع كندا، إثر خلاف دبلوماسي حول إعلان تلفزيوني بثته مقاطعة أوتاوا استخدمت فيه تسجيلًا صوتيًا للرئيس الأسبق رونالد ريغان يتحدث عن مخاطر الرسوم الجمركية.
ترامب رد بغضب قائلاً:
“كندا طالما خدعتنا في التعرفة، والآن لم يعد بإمكانها هي ولا غيرها استغلال الولايات المتحدة بعد اليوم.”
ورأى محللون أن قرار ترامب “العاطفي” يعكس نهجًا شخصيًا متقلبًا في السياسة التجارية.
الباحث إدوارد ألدن من مجلس العلاقات الخارجية علّق قائلاً:
“نحن أمام سياسة تجارية تُدار من رجل واحد بلا قيود، يتصرف كما لو أن العلاقات بين الدول شجار بين زوجين غاضبين.”
موقف كندا وردود الفعل
رئيس الوزراء الكندي مارك كارني عبّر عن أسفه قائلاً إن حكومته “لا تستطيع التحكم في سياسة واشنطن التجارية” لكنها مستعدة لاستئناف المحادثات “عندما يكون الأمريكيون جاهزين”.
وأضاف أن بلاده ستركز مؤقتًا على تعزيز شراكاتها الاقتصادية مع آسيا.
من جانبه، قال كيفن هاسيت، مدير المجلس الاقتصادي الوطني الأمريكي، إن كندا كانت “شريكًا صعبًا في التفاوض” وإن ترامب “نفد صبره”.
تداعيات اقتصادية
ترامب دافع عن سياساته التجارية قائلاً إن سوق الأسهم الأمريكية “أقوى من أي وقت مضى بسبب الرسوم الجمركية”، مشيرًا إلى أن المؤشرات ارتفعت بأكثر من 15% منذ بداية العام.
إلا أن محللين اقتصاديين يؤكدون أن الأسواق تعافت بعد تراجع ترامب عن أقسى إجراءاته، وأن التضخم ارتفع إلى 3% في سبتمبر، وهو أعلى مستوى منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير.
في الوقت نفسه، تتابع المكسيك التطورات بقلق، إذ تسعى رئيسة البلاد كلوديا شينباوم إلى الحفاظ على مسار المفاوضات التجارية مع واشنطن وسط تصاعد التوتر بين أمريكا وشركائها.
خلاصة
تأتي هذه التطورات قبل أيام من قمة ترامب-شي التي يُتوقع أن تحدد مسار العلاقات التجارية العالمية للأشهر المقبلة.
وفي حين يسعى ترامب لإثبات صرامته التجارية، يرى مراقبون أن الأسواق العالمية تقف على حافة موجة جديدة من الاضطرابات إذا ما تحولت هذه التحقيقات إلى قرارات فعلية بفرض رسوم جديدة على الصين وكندا



