الوكالات

ما هي الغاية النهائية لترامب في مواجهة الحوثيين؟

وتواجه إدارة ترامب معضلة دبلوماسية في ظل تصاعد الصراع مع إيران.

تواجه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب معضلة دبلوماسية وسط تصاعد التوترات مع إيران، حيث تتزايد الحملات العسكرية والدبلوماسية ضد الحوثيين في اليمن، مما يؤدي إلى تفاقم الأوضاع في الشرق الأوسط وتعقيد العلاقات مع طهران.

فضيحة دردشة “سيغنال”

تسببت مقالة نشرتها مجلة ذا أتلانتيك في فضيحة كبيرة داخل واشنطن، حيث كشف رئيس تحريرها، جيفري غولدبرغ، أنه أُضيف عن طريق الخطأ إلى مجموعة دردشة خاصة عبر تطبيق سيغنال، كانت تناقش خططًا عسكرية سرية ضد الحوثيين. المثير أن الشخص الذي أضافه إلى المجموعة كان مسجلًا باسم “مايك والتز”، وهو مستشار الأمن القومي الأمريكي.

بحسب صحيفة بلومبيرج، تضمنت المناقشات داخل المجموعة وثائق سرية حول الأهداف العسكرية المحتملة، مما أثار تساؤلات خطيرة حول مستوى الحماية للمعلومات الحساسة في الإدارة الأمريكية. وقد وُجهت انتقادات لاذعة لاستخدام تطبيق تجاري حتى وإن كان مشفرًا، في مناقشات على هذا المستوى من السرية.

تصعيد الموقف الأمريكي

في الوقت نفسه، أعلنت الإدارة الأمريكية تنفيذ ضربات عسكرية دقيقة ضد مواقع للحوثيين في اليمن، مبررة ذلك بتهديداتهم للملاحة الدولية في البحر الأحمر. ورغم تأكيد ترامب أن بلاده لا تسعى إلى التصعيد، فقد ألقى باللوم على إيران، متهمًا إياها بدعم الحوثيين بالأسلحة والمعلومات الاستخباراتية.

ردود فعل إقليمية ودولية

لم تمر هذه الضربات دون رد، إذ أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن هجمات على حاملة الطائرات USS Harry S. Truman، مستخدمين صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، فيما زعموا أنهم أجبروا الطائرات الأمريكية على التراجع.

أما إيران، فقد رفضت أي محادثات تحت الضغط الأمريكي، معتبرة الهجمات جزءًا من استراتيجية أمريكية أوسع لاحتواء نفوذها في المنطقة. وفي هذا السياق، أرسل ترامب رسالة مباشرة إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، طالبًا التفاوض، لكن طهران لم تبدِ أي تجاوب ملموس.

الغاية النهائية لترامب؟

يبدو أن استراتيجية ترامب تتجاوز مجرد استهداف الحوثيين، إذ تهدف إلى تقويض شبكة النفوذ الإيراني في المنطقة، والتي تشمل حزب الله في لبنان، والفصائل الشيعية في العراق، والنظام السوري، والفصائل الفلسطينية. من خلال استهداف الحوثيين، تسعى واشنطن إلى إضعاف هذا التحالف وفرض شروط جديدة على إيران في أي مفاوضات مستقبلية.

مأزق دبلوماسي أمريكي

رغم الموقف المتشدد لواشنطن، فإن الحوثيين، الذين تم تصنيفهم كمنظمة إرهابية مؤخرًا، يظهرون مرونة سياسية، مشيرين إلى أنهم منفتحون على التفاوض لكنهم لن يرضخوا للضغوط العسكرية. هذا يضع الإدارة الأمريكية أمام تحدٍّ: هل تستمر في الضغط العسكري والمخاطرة بمزيد من التورط، أم تجد مخرجًا دبلوماسيًا يحفظ ماء الوجه؟

في النهاية، الصراع لا يزال مفتوحًا على كل الاحتمالات، ومع اقتراب الانتخابات الأمريكية، يبقى السؤال: هل يسعى ترامب لتحقيق نصر استراتيجي، أم أن حملته ضد الحوثيين مجرد ورقة في لعبة سياسية أكبر؟

محمود فرحان

محمود أمين فرحان، صحفي خارجي متخصص في الشؤون الدولية، لا سيما الملف الروسي الأوكراني. يتمتع بخبرة واسعة في التغطية والتحليل، وعمل في مواقع وصحف محلية ودولية. شغل منصب المدير التنفيذي لعدة منصات إخبارية، منها "أخباري24"، "بترونيوز"، و"الفارمانيوز"، حيث قاد فرق العمل وطور المحتوى بما يواكب التغيرات السريعة في المشهد الإعلامي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى