الدولار يهبط لأدنى مستوياته منذ 2022 مع تصاعد المخاطر التجارية
الدولار يهبط لأدنى مستوياته منذ 2022 مع تصاعد المخاطر التجارية

يهبط الدولار إلى أدنى مستوى في ثلاث سنوات بسبب تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية جديدة .شهد الدولار الأمريكي تراجعًا حادًا يوم الخميس، ليصل إلى أدنى مستوياته منذ مارس 2022، بعد أن صعّد الرئيس دونالد ترامب من لهجته بشأن فرض رسوم جمركية جديدة على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة خلال الأسبوعين المقبلين، مما أثار قلق الأسواق من تجدد التوترات التجارية والجيوسياسية.
تصريحات ترامب تهز العملة الأمريكية
قال ترامب للصحفيين إنه سيُرسل رسائل رسمية إلى عدد من الشركاء التجاريين يحدد فيها معدلات الرسوم الجمركية الجديدة، في خطوة تسبق انتهاء مهلة التجميد المؤقت التي استمرت 90 يومًا بشأن ما يُعرف بالرسوم “المتكافئة”. هذه التصريحات دفعت المستثمرين إلى الهروب من العملة الأمريكية نحو الملاذات الآمنة.
تراجع الدولار بنسبة وصلت إلى 1% مقابل سلة من العملات الرئيسية، منها الجنيه الإسترليني واليورو.
يكسر الدولار بذلك المستوى المتدني الذي بلغه بعد موجة “يوم التحرير” الجمركي التي أطلقها ترامب في أبريل الماضي.بحلول بعد ظهر الخميس في لندن، كان الدولار منخفضًا بنسبة 0.7%، ليسجل بذلك أضعف أداء له منذ أكثر من ثلاث سنوات.
الأسواق تتفاعل: القلق يتزايد رغم بعض التعافي
قال ديريك هالبيني، المحلل لدى MUFG، إن تصريحات ترامب “تشير بوضوح إلى تصعيد جديد في التوترات التجارية مع اقتراب الموعد النهائي الرسمي”.ورغم هذه الضغوط على العملة الأمريكية، استعادت أسواق الأسهم بعض توازنها، حيث أغلق مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” مرتفعًا بنسبة 0.2%، فيما قلّصت الأسواق الأوروبية خسائرها، مع إغلاق مؤشر “ستوكس يوروب 600” منخفضًا بـ0.3% فقط.
عوامل أخرى تضغط على الدولار
لم تكن تصريحات ترامب وحدها السبب في التراجع، إذ كشفت صحيفة “فاينانشيال تايمز” أن وزارة الدفاع الأمريكية تراجع اتفاق الغواصات الثلاثي الموقع عام 2021 مع المملكة المتحدة وأستراليا، ضمن شراكة “أوكوس” الدفاعية. هذا التطور اعتبره محللو “دويتشه بنك” مؤشرًا على تراجع في التنسيق الجيوسياسي الأمريكي، ما قد يقلّص تدفقات رؤوس الأموال إلى الولايات المتحدة.وأضاف جورج سارافيلوس، رئيس أبحاث العملات في البنك: “التقارير عن إعادة تقييم المشاركة الأمريكية في اتفاق أوكوس تُعد أمرًا بالغ الأهمية للدولار”، مشيرًا إلى أن مستثمرين أستراليين أبدوا قلقهم حيال ذلك في اجتماعات صباح الخميس.
الضغوط تتعاظم من الداخل والخارج
كما ساهمت بيانات التضخم الأمريكية، التي جاءت أقل من المتوقع يومي الأربعاء والخميس، في تعزيز التوقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي. الأسواق المالية باتت تُسعّر بشكل كامل حدوث خفضين بمقدار ربع نقطة مئوية هذا العام.وفي المقابل، أظهرت تصريحات البنك المركزي الأوروبي إشارات إلى اقتراب نهاية دورة التيسير النقدي، ما دعم ارتفاع اليورو بنسبة 0.8% أمام الدولار، ليصل إلى 1.158 دولار، وهو أعلى مستوى له منذ أكتوبر 2021.
الدولار في مهبّ رياح متعددة
هبوط الدولار، الذي بلغ نحو 10% منذ بداية العام، يعكس مزيجا من المخاوف المتزايدة بشأن التوترات التجارية، واتساع عجز الموازنة الأمريكية، وتراجع جاذبية الأصول الأمريكية لدى المستثمرين العالميين. كما أثار بندٌ جديد في الموازنة الفيدرالية يسمح برفع الضرائب على الاستثمارات الأجنبية مزيداً من القلق في الأسواق.
وقال فاسيليوس غكيوناكيس، كبير الاقتصاديين لدى “أفيفا إنفستورز”:
ضعف الدولار لم يصل إلى نهايته بعد التراجع عن استثنائية الاقتصاد الأمريكي يزيد من المخاطر ويضغط على قيمة العملة بشكل متواصل