الاقتصاد

بعد موجة الصعود.. تراجع سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم الإثنين 23 يونيو 2025

أسعار الدولار تتراجع رغم التوتر الإقليمي

في ظل أجواء إقليمية مشحونة وتطورات عسكرية متسارعة بين إسرائيل وإيران، يشهد سوق الصرف المصري حالة من الترقب الشديد والتذبذب الحاد، إذ سجل الدولار الأمريكي تراجعًا طفيفًا اليوم الإثنين 23 يونيو 2025 بعد موجة ارتفاع مفاجئة أثارت القلق في الأسواق المالية. يأتي هذا التراجع بالتزامن مع إعلان البنك المركزي عن سعر جديد للدولار أقل من ذروة الأسبوع الماضي، فيما حافظت كبرى البنوك المحلية مثل الأهلي ومصر وCIB على أسعارها عند مستوى مرتفع نسبيًا. هذه التحركات تشير إلى استراتيجية رقابية من الدولة للسيطرة على سوق النقد الأجنبي، في وقت يتنامى فيه الطلب على الدولار لأغراض التحوط والاستيراد، وسط مخاوف من امتداد النزاع في الشرق الأوسط وتأثيره المباشر على الأسواق الناشئة. فهل يستقر الدولار أم نشهد موجة جديدة من الصعود؟

البنك المركزي المصري: تراجع محدود في السعر الرسمي

أعلن البنك المركزي المصري عن تسجيل سعر الدولار اليوم عند 50.59 جنيهًا للشراء و50.73 جنيهًا للبيع، مقارنة بأسعار أعلى نهاية الأسبوع الماضي. ويعكس هذا الانخفاض استجابة حذرة من السلطات النقدية لمحاولة امتصاص الضغط على الجنيه، دون اللجوء إلى تحركات حادة قد تضر بالاستقرار المالي.

البنك الأهلي وبنك مصر: استقرار نسبي قرب ذروة الأسبوع

سجل البنك الأهلي المصري وبنك مصر سعر الدولار عند 50.75 جنيهًا للشراء و50.85 جنيهًا للبيع، محافظين على مستويات قريبة من أعلى مستوى سُجل خلال الأسبوع الجاري. ورغم تراجع الدولار عالميًا أمام سلة العملات، إلا أن البنوك العامة الكبرى في مصر لا تزال تفضل التريث في تعديل الأسعار بصورة حادة.

البنك التجاري الدولي CIB: انضباط سعري مع السوق

أبقى البنك التجاري الدولي CIB على نفس أسعار الصرف المتداولة لدى البنوك العامة، حيث استقر سعر الدولار عند 50.75 جنيهًا للشراء و50.85 جنيهًا للبيع، مما يعكس سياسة متحفظة تتماشى مع مؤشرات السوق الرسمية وتوجهات المركزي لضبط سوق النقد الأجنبي.

مصرف أبو ظبي الإسلامي: هامش طفيف أعلى للمنافسة

سجل مصرف أبو ظبي الإسلامي سعرًا أعلى نسبيًا مقارنة بباقي البنوك، حيث بلغ الدولار 50.77 جنيهًا للشراء و50.87 جنيهًا للبيع. ويعكس هذا التفاوت البسيط بين البنوك محاولات لاستقطاب التحويلات الدولارية وتوفير سيولة كافية في ظل تذبذب السوق.

الحرب بين إسرائيل وإيران: المحرك الأكبر لتقلبات الدولار

تتزايد الضغوط على العملات في المنطقة، وعلى رأسها الجنيه المصري، بسبب الحرب المستعرة بين إسرائيل وإيران، التي أثارت قلق المستثمرين وزادت من عمليات التحوط بالدولار. ومع تصاعد وتيرة العمليات العسكرية في الخليج، تتجه العديد من الصناديق الأجنبية لتحويل استثماراتها إلى الدولار أو الذهب، مما يزيد الطلب على العملة الأمريكية في الأسواق الناشئة مثل مصر، وهو ما أدى لارتفاعات حادة مفاجئة في الأيام الماضية.

توقعات السوق واستراتيجية المركزي

مع استمرار التوترات الجيوسياسية، يتوقع خبراء الاقتصاد بقاء الدولار في حالة تذبذب ما بين ارتفاعات مفاجئة وتراجعات حذرة خلال الأيام المقبلة، خاصة مع استمرار الصراع الإسرائيلي-الإيراني وتأثيره على حركة رؤوس الأموال. ويُنتظر أن يعتمد البنك المركزي المصري سياسة التدخل المرن للحفاظ على توازن السوق وضبط أسعار الصرف، بالتزامن مع تعزيز الاحتياطي النقدي وفتح قنوات جديدة لتحويلات المصريين بالخارج، ما قد يسهم في تحجيم آثار الحرب واحتواء ضغط الدولار على الجنيه.

أحمد سليم

أحمد سليم صحفي متخصص في تغطية الملفات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، يتمتع بخبرة تمتد لأكثر من عشر سنوات في الصحافة المكتوبة والرقمية. يتميز بأسلوبه التحليلي واهتمامه بالتفاصيل التي تكشف ما وراء الأرقام والسياسات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى